تُعَدُّ مدينة تولوز مختبرا فعالا للابتكارات التي من شأنها تعزيز منظومة الاستدامة. ومن هذه الابتكارات على سبيل المثال واحد توصلت إليه شركة صغيرة من شركات الابتكار تسمى " كيانوس". ويتمثل في وعاء كبير مملوء بالماء وتوضع فيه طحالب دقيقة تتغذى وتنمو على ثاني أوكسيد الكربون.
ويتم إيصال ثاني أكسيد الكربون إلى الوعاء عبر أنابيب تشفطه من جو المدن الملوث. وإذا كانت هذه الطحالب المجهرية تستفيد في نموها من ثاني أوكسيد الكربون، فإن مساهمتها في عملية التركيب الضوئي والمتمثلة في تحويل الطاقة الضوئية المتأتية من الشمس إلى طاقة كيميائية تجعلها تُحوِّل ثاني أوكسيد الكربون إلى أوكسيجين تعيد إطلاقه في هواء المدن فتساهم بالتالي في تنقيته. وعندما تكبر هذه الطحالب المجهرية في الوعاء المخصص لها، تُستبدل بأخرى ويتم تعظيمها أو تثمينها عبر عدة طرق منها مثلا تحويلها إلى أسمدة عضوية.
وقد بدأت شركة" كيانوس " الفرنسية التي تقف وراء هذا الابتكار في إجراء تجربة في مدينة تولوز للتأكد من جدواه. وعمدت في هذا الإطار إلى وضع الأوعية التي تحتوي على الطحالب المجهرية في عدد من شوارع المدينة أو في حدائقها وإحاطتها بأغلفة معدنية أو خشبية مفتوحة على نحو يسمح بغرس نباتات من حولها تساهم في منح المارين قرب هذه الأوعية انطباعا مفاده أنهم يمرون قرب شجرة عملاقة تذكر هيأتها بهيأة المجسمات الفنية.
ويقول أصحاب هذا الابتكار إن الشجرة الاصطناعية الواحدة قادرة كل يوم على حبس كمية من ثاني أكسيد الكربون تزيد مائة مرة عما تستطيع القيام به شجرة طبيعية. وهي أيضا قادرة على تنقية كميات كبيرة من هواء المدن من الشوائب العالقة به بمعدل 20 ألف متر مكعب في السنة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك