صحتكم تهمنا

توسّع دائرة فهم أسباب مرض التصلّب اللويحي المتعدّد

نشرت في:

تعرّف الباحثون في سابقة على بروتين وفير وتافه في الدماغ لم يكن أحد يتصوّر أنّه واحد من بين المُحفّزات لاندلاع مرض التصلّب اللويحي المتعدّد.  فبفضل علماء من سويسرا، حُدّد جزيء يُبحث عنه من فترة طويلة لتورّطه بمرض التصلّب اللويحي. 

الإصابة بمرض التصلب اللويحي
الإصابة بمرض التصلب اللويحي (فليكر: JD Lasica )
إعلان

هذا الجزيء البروتيني الذي يحمل إسم  guanosine diphosphate-L-fucose synthase  يقوم بتنشيط الجهاز المناعي للمرضى بشكل خاطئ متلفا بهذه الطريقة الألياف العصبية، بحسب ما جاء في النشرة العلمية الصادرة في مجلة Science Translational Medicine.

يضرب مرض التصلّب اللويحي مليونين وثلاثمائة ألف إنسان في العالم. فهذا المرض المناعي-الذاتي يهجم على جهاز المناعة ويخرّب الغطاء الحامي المغلّف للخلايا العصبية والمركّب من مادة دهنية-بروتينية هي Myéline. لهذه الأسباب، انصبّت الجهود البحثية إلى الآن على السعي الدؤوب لإيجاد جزيء أو مجموعة جزيئات يُطلق عليها تسمية المستضدات الذاتية Autoantigens هي التي تكون على صلة مباشرة بهجمات الجهاز المناعي على ذاته.  إلاّ أنّ أسباب اندلاع مرض التصلّب اللويحي هي معقّدة وتنشأ من مجموعة محفّزات متفرّقة تثير الاستجابة المناعية الشاذّة. 

في هذا الشأن، تحدّث الباحثون السويسريون في بحثهم الصادر مطلع شهر أكتوبر من عام 2018 عن نظرية "التفاعل التبادلي cross-reactivity" التي تحصل ما بين المستضدات الذاتية وشظايا البروتينات المشتقة من مسببات الأمراض أو التي تحصل ما بين المستضدات الذاتية والكائنات الحيّة الدقيقة المعوية. هذا التفاعل التبادلي ما بين كافّة هذه العناصر المذكورة تباعا تشكل وفق الباحثين السويسريين محفّزات محتملة لخراب صحّة المناعة الذاتية في مرض التصلب العصبي المتعدد.

ففي حال أكّدت دراسات أخرى مستقبلية أنّ بروتين guanosine diphosphate-L-fucose synthase هو أحد المستضدات الذاتية لمرض التصلب اللويحي المتعدد، فإنّ الباحثين سيضطرّون إلى تطوير أدوية مقاومة لحساسية الجهاز المناعي تكون كناية عن حقن مضادة للحساسية بمقدورها أن تخفف أعراض الخَدَر وضعف العضلات التي تراود المصابين بالتصلّب اللويحي المتعدد. 

من جانب آخر على صلة بالحشيشة العلاجية، أعطت الجمعية الوطنية الفرنسية خلال الأسبوع ما قبل الأخير من شهر أكتوبر الفائت موافقتها على إجراء تجربة على تشريع الحشيشة للاستخدامات الطبية في فرنسا. هذا الإجراء سُمح به لفترة قصيرة لا تزيد عن عامين بعدما صّوت مجلس النواب على تعديل قانوني. سيخضع ثلاثة آلاف مريض فرنسي لتجربة الأثر الإيجابي لمشتقات الحشيشة في معالجة بعض الأمراض. ومن المزمع أن تبدأ هذه التجربة خلال النصف الأوّل من 2020، لتُضاف فرنسا إلى 17 بلدا في الاتحاد الأوروبي كانوا أذنوا بالحشيشة العلاجية. 

ستطال تجربة الحشيشة العلاجية في فرنسا أشخاصا يعانون من الصرع والآلام المُتأتّية عن الأمراض العصبية أو يعانون من الآثار الجانبية للعلاجات الكيميائية. وستُجرّب الحشيشة العلاجية في قطاع العناية الطبية بالأشخاص المحتضرين أو في ضبط الحركات العضلية غير القابلة للسيطرة جراء مرض التصلب اللويحي. علما أن الحشيشة العلاجية تُستخدم منذ بضع سنوات في بعض البلدان الأوروبية في سبيل تلطيف الحالة الصحية لمرضى التصلّب اللويحي وعقار Sativex يشهد على ذلك.  
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية