نخصص حلقة هذا الأسبوع للباحث المغربي محمد وقيدي أحد أبرز الأأسماء في الحقل الفكري والفلسفي المغربي الذي تخصص في النظرية الابستيمولوجية وكرس له مساره البحثي والجامعي لأزيد من أربعة عقود وخلف وراءه العديد من الدراسات والكتابات وعلى رأسها دراسته الشهيرة والرائدة "ما هي الابستمولوجيا" التي كانت بمثابة مرجع أساسي للطلاب والباحثين العرب في الفلسفة والاعلوم الإنسانية في ثمانينات القرن الماضي. والواقع أن محمد وقيدي من المفكرين العرب القلائل الذين اشتغلوا على مفهوم الابستمولوجيا ونقله الى الساحة الفكرية والفلسفية العربية.
اتجه وقيدي مبكرا الى الاهتمام بالأبستمولوجيا من باب التدريس الفلسفي في السبعينيات من القرن الماضي. وكانت البداية مع قراءته لكتاب الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار "الفكر العلمي الجديد" واكتشافه لمفهوم القطيعة الابستمولوجية وهذا ما جعله يختار لاحقا فلسفة باشلار كموضوع لبحثه الجامعي.
تفاعل وقيدي مع فلسفة وأفكار باشلار أثمر عن دراسة رائدة حول الفيلسوف الفرنسي نشرها عام 1980 بعنوان "فلسفة المعرفة عند باشلار" وكانت أول دراسة عربية تقدم رؤية واضحة لنظرية باشلار ومدخلا للاهتمام بالعلوم الإنسانية في العالم العربي ومناهجها انطلاقا من الأدوات الابستمولوجية الحديثة وهذا ما أثمر لاحقا عن كتاب بعنوان "العلوم الإنسانية والايديولوجيا" حلل فيه العوائق الأيديولوجية التي تقف في وجه تطور العلوم الإنسانية. ومن خلال العشرات من الدراسات المرتبطة بشكل أو بآخر بالسؤال الابستمولوجي طور وقيدي ما أسماه بالنقد الابستمولوجي وطبقه على العلوم الاجتماعية والإنسانية العربية الحديثة والتراثية.
وبالإضافة الى اهتمامه بالفلسفة والعلوم الإنسانية والتدريس كان وقيدي متابعا للتطورات السياسية في المغرب والعالم العربي ونشر عدة دراسات في هذا المجال منها التوازن المختل: تأملات في نظام العالمّ و"لماذا أخفقت النهضة العربية؟".
وكل كتاب وانتم بخير...
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك