يبدو أن الصيف سيكون ساخناً في هذه الولاية الجنوبية المتاخمة لباكستان، رغم المساعي التي بُذلت من أجل تجنيب المنطقة وأهلها ويلات الحروب.
إعلان
بدأ التحضير لمعركة قندهار. القوات الأميركية تتجمع، والدول المترددة في الحلف الأطلسي مثل فرنسا، تفكر في إعطاء واشنطن فرصة أخيرة بزيادة عدد قواتها.
على الأرض بات يمكن استشعار أن الصيف سيكون ساخناً ودامياً في هذه الولاية الجنوبية المتاخمة للحدود الباكستانية وذات الامتداد الديمغرافي عبرها، فيما يُعرَف ببلوشستان.
والبلوش يعرفهم الرئيس حميد كرزاي، فهو واحد منهم. لكنه في الجهة المقابلة المناوئة لطالبان، ذات الغالبية البلوشية.
يبدو أن كرزاي بالغ القلق لأن المعركة المقبلة ستشهد، وفقاً لخطة الجنرال ماكريستن، انكسار البلوش. لذلك قام الرئيس بمسعىً قد يكون الأخير مع زعماء القبائل، لعلهم يجنبون المنطقة وأهلها ويلات المعركة.
لكنهم مثله لا يملكون التأثير في قيادة طالبان، ويختلفون عنه في كونهم معرَّضين لانتقامات الطالبانيين. فضلاً عن أنهم سئموا الحروب، وكل ما يريدونه هو ضماناتٍ بعدم التعرض للمدنيين وببقاء القوات في المنطقة إلى حين التأكد من استتباب الوضع واستحالة عودة طالبان ومقاتليها ليفرضوا الأمر الواقع عليهم. لكنها ضماناتٌ يمكن إعطاءها ويَصعب احترامها.
هذا الصيف سيكون صعباً على أفغانستان وباكستان. ومع الهجوم على القنصلية الأميركية أمس في بيشاور والتفجيرات غير البعيدة التي رافقته، يمكن القول أن العصب البلوشي سيتعرض لتجربةٍ شديدة لم يتعرض لها من قبل. وإذا كان يعاني من الحرب الشرسة التي تدور منذ شهور على الجانب الباكستاني، فإن هذه ستتصاعد مع اعتدال الطقس وانطلاق العمليات على الجانب الأفغاني.
ويبقى أن هذه المنطقة التي بُذل كل شيء قبل عقدَين من الزمن لعسكرتها وتمكينها من طرد الاحتلال السوفياتي، هي نفسها التي يُراد الآن تطبيع الوضع فيها.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك