خبر وتحليل

علاقة بيروت بالقاهرة على المحك بعد جريمة شنعاء

نشرت في:

هزت الجريمتان اللتان ارُتكبتا في بلدة كفرنايا في لبنان الرأي العام، وكادتا أن تخلقان أزمة سياسية وشعبية حادة بين لبنان ومصر، لولا التدخل الفوري للسلطات اللبنانية والاستنكار العارم لهما من قبل المسئولين.

إعلان

أدانت رموز الدولة في لبنان بشدة الجريمة الجماعية المقززة التي ارتكبت في بلدة كفرنايا اللبنانية، وأبدى الإعلام اللبناني استنكاراً واضحاً لها، فضلاً عن الإجراءات التي عمدت إليها السلطات لتعقب الجناة ومعاقبتهم.
 
في المقابل أخذ الجانب المصري في اعتباره وعلى المستويات كافة، أنّ الشاب محمد سليم مسلم الذي قتل سحلاً، كان اعترف بأنه قتل أربعة لبنانيين عجوزَين وحفيدتيهما من عائلة واحدة. ويبدو أيضاً أنه مثّل بجثثهم. وهذا ما أثار غرائز الذين سعوا إلى تحقيق عدالتهم بالانتقام منه.
 
وأتت الجريمتان في غاية البشاعة والهمجية، مما فرض التعامل معهما على هذا الأساس. وإذا كانت ضحاياهما خمسة، فلا شك أن الضحية السادسة كانت هيبة القضاء والقانون والأمن في لبنان، على ما قال وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار. إذ أن صورة القتيل المعلق والمحاط بحشدٍ من المحتفلين ورافعي الهواتف لالتقاط اللحظة، هي التي جابت العالم وأصابت كل مَن شاهدها بالذعر والهلع.
 
لم تتضح بعد دوافع الجريمة التي ارتكبها الشاب المصري. لكن الواضح أن السلطات الأمنية أخطأت في اختيار توقيت العودة به إلى مسرح الجريمة لتمثيلها. كما أخطأت في تقدير الألم والغضب اللذين عصفا بأهالي البلدة التي تعرّفت لتوها على تفاصيل جريمته.
 
ومع ذلك فلا شيء يبرّر ردة الفعل الجماعية التي حصلت. وفيما استنكر عددٌ من علماء الأزهر التمثيل بالجثث، فإنهم دعوا إلى تطبيق حدّ القصاص على مَن ارتكبها.
 
وهذا هو المحك الصعب الذي يُفترَض أن يتصدى له القضاء اللبناني تحقيقاً للعدالة وتبديداً للأضرار التي لحقت بسمعته وبسمعة البلد.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية