قبل عامَين كانت حرب غزة، وبعد عامين ها هي الأصوات تتصاعد في الوسط الحكومي الإسرائيلي تطالب بحربٍ جديدة.
إعلان
أكثر من ستين ألف وحدة سكنية دُمّرت كلياً أو جزئياً في غزة. 1440 قتيلاً، قرابة نصفهم من النساء والأطفال، ونحو خمسة آلاف أصيبوا وترك عدد كبير منهم بعاهات دائمة. تلك كانت الحصيلة أو بعضها.
وقبل الحرب وبعدها لا يزال الحصار الإسرائيلي يحدّ من إمكانات الإعمار ويقف عقبة أمام وصول مساعدات بلغت تعهداتها نحو 7 مليار دولار.
كانت تلك الحرب الأولى التي تخوضها إسرائيل وتستحق عليها تحقيقاً دولياً، توصّل إلى تقرير غولدستون الشهير الذي اتهمها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكان ذلك الحصار أكثر مظاهر الظلم التي شغلت منظمات المجتمع المدني حول العالم. فجهّزت سفناً وقوافل لكسره وللدعوة إلى إنهائه. لكن إسرائيل لا تزال مصرة على هذا الحصار رغم أنه شوّه صورتها الدولية ولم تحقق هدفها منه، بل إنه أفسد علاقة تاريخية ربطت بينها وبين تركيا.
ولم يؤد تخفيف القيود على السلع المسموح بإدخالها إلى غزة إلى تخفيف قسوة الحصار. كما لم يلغ التزام حركة " حماس" منع إطلاق الصواريخ استمرار إسرائيل في شن الغارات والاغتيالات. وبالتالي عادت هذه الصواريخ أخيراً لتستخدم مرة أخرى كذريعة ولو غير متناسبة لشن حربٍ ثانية.
وفي الحرب الأولى كان قد مضى عامان ونيّف على احتجاز الجندي الإسرائيلي الأسير لدى " حماس". والآن مضت أربعة أعوام ونيف من دون التوصل عبر الوسطاء الألمان إلى اتفاق لتبادل الأسرى والانتهاء من هذا الملف واستخداماته غير الأخلاقية.
وهكذا فلا شيء تغيّر عملياً، ولا شيء تحرك في المفاوضات ولا في مساعي المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية ولا في إزالة الحصار.
لكن احتمالات تجدد الحرب وحدها تبقى مرجحة. ف "حماس" ترى فيها تكريساً لمكانتها فلسطينياً. أما إسرائيل فتجد فيها مهرباً من التأزم الداخلي وتتخذها حجة للادعاء بأن الظروف غير ناضجة لمفاوضاتٍ واتفاق سلامٍ مع الفلسطينيين.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك