الجولة الخليجية التي يبدؤها رئيس الوزراء المصري اليوم ستكون محورية في تحديد العلاقة بين مصر ما بعد حسني مبارك وبين دول مجلس التعاون الخليجي.
إعلان
وثمة خلاف كبير ظل صامتا حتى الآن لكنه صار اليوم علنيّا وهو يتعلق بإيران. فالقاهرة أعلنت أنها في صدد إنهاء القطيعة مع طهران و وضعت ذلك في إطار مراجعة سياستها الخارجية.
لكن هذه الخطوة تأتي في وقت حسّاس وغير مناسب بالنسبة إلى دول الخليج التي رصّت صفوفها أخيرا ودخلت في مواجهة لا تزال حتى الآن سياسية مع إيران على خلفية الاضطرابات التي شهدتها البحرين، واتهمت إيران بالتدخل فيها عبر تحريض الشيعة البحرينيين على العمل لتغيير النظام في المنامة.
ولم يخف الخليجيون استياءهم من التقارب الذي تعتزمه مصر مع إيران واعتبروا توقيته يثير القلق فيما كانوا يتوقعون مؤازرة مصرية لهم في سعيهم إلى منع إيران من تحريك الورقة الشيعية وإثارة نزاعات طائفية ومذهبية في بلدان الخليج.
أكثر من ذلك لم يتأخر بعض العواصم الخليجية في التلويح سرّا بأن المصالح الاقتصادية المصرية لا بد أن تتأثر بسبب هذا التغيير الاستراتيجي. وارتاب الخليجيون في دوافع مصر وهل أن الولايات المتحدة هي التي تشجع انفتاحها على إيران أم أن هذا خيار مصري بحت.
في أي حال بادرت القاهرة مرارا إلى توضيح موقفها. فأعلن رئيس الوزراء عصام شرف و وزير الخارجية نبيل العربي أن مصر تعتبر أمن الخليج خطا احمر وأنها لا تقبل المساس بأي دولة خليجية مؤكدين أنها ستوظف علاقتها المقبلة مع إيران لمصلحة الأمن القومي العربي. ولعل الإشكال الحاصل هو الذي دفع القاهرة إلى "فرملة" تبادل السفراء مع طهران التي بدت مستعجلة لانجازه.
والواقع أن الحساسيات تصاعدت بين مصر ودول الخليج أولا لأن الأخيرة أبدت تعاطفا مع الرئيس المصري السابق قبل تنحيه وبعده. وثانيا لأنها اتخذت نهجا قياديا في تدويل الأزمة الليبية.
ولا شك أن الصراع على استعادة سوريا إلى الصف العربي يشكل محورا آخر للمواجهة مع إيران. لذلك يبدو التغيير المصري وكأنه خلط مفاجئ وغير متوقع للأوراق رغم أن القطيعة المصرية الإيرانية لم تكن أساسا واقعية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك