يواجه المجتمع الدولي تحدي العجز عن التأثير في مجرى الأزمة السورية التي تفاقمت في اليومين الماضيين. وقد ساهم التعتيم الإعلامي الذي فرضته دمشق في تكثيف الغموض رغم المعلومات غير المؤكدة على حصول مجازر.
إعلان
وفي اليوم التالي لعزل "درعا" واقتحامها بيتا بيتا، هناك استعدادات لعملية مماثلة ضد "بانياس". وليس معروفا إلى ما يريد النظام السوري أن يصل أو إلى أين ينوي نقل البلد خصوصا أن ما يطبقه حاليا هو حالة طوارئ مفرطة برهنت أن المراسيم التي أصدرها الرئيس بشار الأسد قبل أيام لم تكن سوى حبر على ورق.
وفيما تدرس واشنطن فرض عقوبات على مسؤولين في النظام، علت أصوات فرنسا وايطاليا وبريطانيا وألمانيا للمطالبة بإجراءات قوية ضد النظام السوري الذي لا تقلقه عقوبات اعتاد عليها. ويبدو متأكدا بأن الدول الكبرى لن تذهب إلى حد التدخل في سوريا كما تفعل الآن في ليبيا. ثم أن لديه أوراقا لم يلعبها بعد. فهو يستطيع إذا اقتضى الأمر إرباك المجتمع الدولي بافتعال حرب مع إسرائيل عبر جنوب لبنان رغم أن إيران لا تبدي حماسا لمثل هذا التصعيد الآن.
لكن مشاورات مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان إدانة لاستخدام العنف ضد المدنيين، حرّكت دوائر الأمم المتحدة و مفوضية حقوق الإنسان لتوثيق أعمال القتل والانتهاكات وإحالتها على المحكمة الجنائية الدولية للتعامل معها على أنها جرائم ضد الشعب.
في أي حال يبقى التحرك الخارجي دون المستوى الذي يمكن أن يردع النظام السوري عن عزمه على كسر الاحتجاجات الشعبية بالقوة والعنف. فحتى تركيا التي لعبت دورا رئيسيا في ضبط جماعة " الإخوان المسلمين" وإبقائها خارج المواجهة لم تتمكن من الضغط على دمشق كي تجنح نحو إصلاح حقيقي.
وقياسا إلى تجارب سابقة قد يعتقد النظام أن الخيار الذي اتخذه سيمكنه من الصمود والبقاء رغم أن الظروف المتغيرة لن تساعده طويلا. فذهابه إلى الحسم العسكري سيفرخ مشاكل داخلية أخرى. وإذ تقول مصادره بأنه يستعد لاحقا لطرح إصلاحات جديدة متقدمة إلا أن إدارته الحالية للازمة أكدت أنه عول منذ البداية على الأجهزة الأمنية ولم يهتم بكسب مصداقية لقيادة حل سياسي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك