قدم السفير الأمريكي لدى ليبيا " جين غريتس" حصيلة لقتلى النزاع الجاري تصل إلى ثلاثين ألف شخص. وإذ يبدو هذا الرقم مبالغا فيه فإن لدى المدير التنفيذي "لمجلس الوطني الانتقالي" محمود جبريل حصيلة أولية تتراوح بين عشرة وأربعة عشر ألف قتيل.
إعلان
النسبة الأقل فيها هي لقتلى معارك الشرق بين الثوار وكتائب القذافي. أما النسبة الأكبر فهي لعمليات القتل المنهجي التي تنفذها قوات القذافي في مناطق الغرب. وقد جرى توثيقها من خلال رصد لمواقع المقابر الجماعية و لوائح بالأسماء تلقاها "المجلس الوطني" من القبائل ومن مؤيدي الثورة في تلك المناطق.
ولعلى هذه إحدى الحقائق المروعة التي عدلت مواقف دول أوروبية كانت تعارض التدخل في ليبيا. كما أنها أضعفت حجة الدول التي انبرت للتوسط بغية إيجاد حل سياسي رغم أن الجميع يعتقد أن الحل العسكري غير متاح.
لكن الطريقة غير اللائقة التي تعامل بها معمر القذافي مع وفد الرؤساء الأفارقة جعلت الوسطاء الآخرين ولاسيما تركيا يحجمون عن المهمة رغم تخوفهم من احتمالات المواجهة العسكرية.
وفيما تنخرط الدول الغربية في برامج لتسليح المعارضين للقذافي وتدريبهم، تجد دول أخرى مثل صربيا وبيلاروسيا وكولومبيا وكذلك دول في إفريقيا مجالا للاستفادة من حرب ليبيا عبر توفير أسلحة وضباط لقيادة المعارك وقناصة محترفين وجنود أقل احترافا. وقد سجل في أعداد هؤلاء المرتزقة بضع مئات من مقاتلي جبهة " بوليساريو" الذين لا بد أن يكونوا استُؤجروا بترخيص من الأجهزة الجزائرية. وفي وقت سابق سجلت مشاركة طيارين سوريين في الإغارة على مدن الشرق قبل فرض الحظر الجوي.
و من الواضح أن الضغوط التي تشكلها كتائب القذافي في الشرق للتغطية على الجرائم المرتكبة في الغرب في غياب كلي لوسائل الإعلام إذ أراد القذافي أن يسحق أي تمرد شعبي عليه في مناطق سيطرته. وبالنظر إلى المعطيات الراهنة بات أعضاء الحلف الأطلسي والدول المجاورة لليبيا يتوقعون نزاعا قد يستمر سنة أو حتى سنتين في أسوأ الأحوال.
وتعتبر مصادر "المجلس الوطني" أن القذافي ترك البلاد متأخرة نحو عشرين سنة عما تؤهلها إليها مواردها النفطية الوفيرة. أما الدمار الناجم عن النزاع الحالي فمن الطبيعي أنه سيضاعف هذا التأخير.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك