الغارة الأطلسية على مجمّع " باب العزيزية " في طرابلس مساء السبت تدفع الأزمة الليبية إلى منعطفٍ جديد.
إعلان
فهذا المجمّع موقع عسكري، لكنه يشكل مكان إقامة معمر القذافي وعائلته وأقرب معاونيه مع عائلاتهم. ولذلك فإن كل ضربة عسكرية له مرشحة لأن تقتل مدنيين، وبالتالي لأن تشعل الجدل الدولي الذي تقوده روسيا محاجّة بأن قرار مجلس الأمن لحماية المدنيين لا يسوّغ قتل القذافي.
في حين أن الحملة الدولية تبدو معنيّة جداً بتصفيته وإن لم تعلن ذلك، كوسيلة وحيدة لضمان عدم إطالة الأزمة ومفاقمة تعقيداتها السياسية والإنسانية.
ورغم محاولة بث الشكوك حول رواية وقتل النجل الأصغر للقذافي وثلاثة من أحفاده، إلا أن ردود الفعل الفورية في طرابلس ثم مهاجمة السفارات الغربية أمس، أظهرت انتقال النظام الليبي إلى نهجٍ انتقامي. ربما يقوده إلى تحريك خلايا عملاء في الخارج، أو على الأقل إلى تعمّد طرد أعدادٍ كبيرة من المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا بهدف إرباكها.
وقبل نحو أسبوع بدا أن الأطلسي غيّر أسلوبه. إذ ركّز على خطوط الإمداد والاتصال، مما اضطر قوات القذافي للانسحاب من داخل مصراتة مثلاً. لكنها تمطرها حالياً بقصفٍ بالغ الضراوة.
طبعاً لوحظ أن الأطلسي كثف غاراته على طرابلس وبعض مناطق الغرب، بغية فك الحصار عن المدن والبلدات التي تتعرض لهجمات متواصلة وتعاني من أوضاع معيشية بالغة الصعوبة.
قد يكون هذا التصعيد في الحملة الدولية هو ما جعل القذافي يطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن من دون أن يُستجاب. ثم يعرض وقفاً لإطلاق النار فترفضه المعارضة. بل لعل ما يقلقه أكثر غياب أي مبادرات من الدول المُصنَّفة متعاطفة معه.
لكن إعلان الأمم المتحدة أمس سحب الموظفين الدوليين، يُعتبر عادة من أسوأ إشارات التدهور في أي حربٍ على الإطلاق.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك