" أرغانا" هو اسم لشجرة مغربية نادرة تنمو في جبال وسهول منطقة" سوس" على الساحل الأطلسي بالجنوب المغربي.
لكن هذا الاسم سيضاف إلى أسماء الجرائم الإرهابية التي أدمت الجسد المغربي. "أرغانا" هو اسم مقهى شعبي بأشهر ساحات شعبية بمدينة مراكش المغربية استهدفه تفجير إرهابي صباح يوم الخميس الماضي وخلف عشرات القتلى والجرحى.
ضحايا هذا الحادث الآثم من جنسيات وديانات مختلفة ومنفذه مازال هاربا مثل صاحب عمل جبان لم يترك خلفه أية رسالة تدل على أثر من مثل هذا الفعل المقيت. هذا إذا كان فعلا لمثل هذه الأفعال الإجرامية هدف آخر غير قتل الأبرياء وسفك الدماء.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات من جديد يساعد على الوصول إلى الجاني، يبقى توقيت تنفيذ الجريمة وطرح الأسئلة حول المتضررين من تداعياتها قبل معرفة المستفيدين منها، هي المؤشرات الوحيدة التي يمكن أن تدلنا على هوية الفاعل أو الفاعلين.
فتوقيت الجريمة جاء متزامنا مع الحراك الشعبي الذي انخرط فيه المغرب متأثرا بمحيطه العربي يتطلع إلى بناء مغرب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. وكأن الفاعلين استهدفوا باختيارهم هذا التوقيت تعطيل قطار الإصلاح الذي انطلق ينشد التغيير.
أما الضحايا من غير الأبرياء الذين أزهقت أراحهم أو بترت أعضاء من أجسادهم فهم شخصيات معنوية كثيرة استهدفها التفجير ليرغم مشاريعها وينسف مطالبها. أول هؤلاء الضحايا المستهدفين هي حركة 20 فبراير/ شباط الشبابية التي نزلت إلى الشارع في مسيرات تطالب بالتغيير متأثرة بما يجري في محيطها العربي.
أما الضحية الثانية المستهدفة فهي كل الأصوات الديمقراطية والحقوقية التي ارتفعت مؤخرا تطالب بوضع حد لسنوات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وبناء دولة الحق والقانون للقطع مع سياسة " ألاّ عقاب " التي تجعل الجلادين مثل الأفاعي التي تغير جلدها وتحتفظ بسمها الزعاق.
والضحية الثالثة هي كل الحركات الإسلامية الموسومة بالإرهاب والمتهمة إلى أن تثبت حسن سيرتها وسلوكها بالعنف والإكراه. وقد سارعت هذه الحركات بكل تياراتها بما فيها التيار السلفي الجهادي إلى استنكار هذا الفعل الشنيع.
أما الضحية التي لن نسمع صوت أنينها فهي المغرب والوطن والشعب الذي أراد أصحاب هذا الفعل الدنيء أن يلوثوا اسم شجرته " أرغانا" التي أضحت رمزا في عالم الموضة والجمال بدم أبرياء هي بريئة من دمهم إلى يوم الدين.
من إعداد : علي أنزولا
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك