بعد مرور أسبوع على مذبحة أوسلو أمكن التعرف أكثر إلى هذا الإرهاب الآخر الذي يحمل توقيع اليمين المتطرف. ولعلها أثبتت قبل كل شيء أن الإرهاب، أي قتل الأبرياء بلا وازع و لا رحمة، ليست له ديانة ولا هوية.
إعلان
فكما أن جرائم تنظيم "القاعدة" أوجبت تسليط الأضواء على بؤر التطرف في أوساط المسلمين، ها هي المذبحة النرويجية توجب النظر إلى ما يمكن أن تخفيه جماعات مسيحية متسترة داخل أحزاب سياسية آو منبثقة منها. والمعروف في أوروبا أن هذه الأحزاب تحتضن عقائد متعصبة ودرجت على إنشاء ما يشبه الميليشيات متمثلة بتجربة الأحزاب الفاشية والنازية.
لكن جديد الحدث النرويجي وفقا للبيان الذي نشره القاتل اندرس بيرينغ بريفيك أن اليمين المتطرف أو بالأحرى بعضه أجرى مراجعة لفكره وأهدافه. فبعد ما كان يعادي اليهود والعرب معا وعلنا أصبح يستلهم الصهيونية وممارسات إسرائيل خصوصا الائتلاف الحكومي الحالي فيها. وبالتالي بات يركز نقده للسياسات المتبعة حيال الهجرة والمهاجرين والتعددية الثقافية على العداء للإسلام والمسلمين تحت شعار إنقاذ أوروبا وهويتها.
من جهة أخرى كان أخطر ما كشفته المذبحة النرويجية مسارعة الإعلام إلى اتهام ما يسمى " الإرهاب الإسلامي" قبل أن تصدمه الحقيقة وتربكه كما أربكت أجهزة الأمن وفرضت عليها واقعا جديدا ليس في النرويج فحسب وإنما في عموم الدول الغربية.
فأسوأ ما في هذه المذبحة أنها يمكن أن تتكرر في أي مكان بسبب التركيز الشديد خلال الأعوام الماضية على المهاجرين المسلمين وقضية بناء المساجد وارتداء المرأة المسلمة النقاب وربط كل ذلك بمخاطر الإرهاب واستطرادا بالأزمة الاقتصادية.
أما الجمعيات والهيئات التي تمثل المسلمين في أوروبا، وقد تنفست الصعداء بعدما اتضح أن من ضرب في النرويج ليس "الإرهاب الإسلامي"، فتقع على عاتقها مهمة جعل هجرة المسلمين أقل إزعاجا للمجتمعات التي لجئوا إليها وبالتالي أكثر اندماجا فيها.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك