تزامن الإعلان عن أول لقاءٍ بين مسؤول أمريكي وقيادة جماعة " الإخوان المسلمين" في مصر مع انتهاء الانتخابات أمس.فحصول الجماعة على التكتل الأكبر في البرلمان الجديد ممثلة بحزب " الحرية والعدالة" يلغي كل الأسباب والاعتبارات السابقة التي كانت تمنع الطرفين من التواصل والتشاور، بل لعلهما مضطران إلى ذلك الآن.
إعلان
الأمريكيون يعتبرون مصر بلداً حيوياً في إستراتيجيتهم في المنطقة، ولذلك يريدون تقييم مدى الاستمرار في الاعتماد عليه في ظل النظام المقبل الذي سيكون " الإخوان" جزءاً أساسياً منه.
أما " الإخوان " الذين يقتربون من لحظة الخروج من المعارضة وعباءتها الإيديولوجية، يهمهم طبعاً أن يبدّدوا الأفكار المسبقة عنهم، ليؤكدوا استعدادهم لممارسة السلطة وتحمل المسؤولية.
وإذا كان القلق يسيطر على الموقف الأمريكي الذي يعبر عنه المساعد لوزيرة الخارجية وليام بيرنز، فإنه يلمس أيضاً لدى جماعة " الإخوان" قلقاً ومخاوف.
ولا يكفي هذا اللقاء لتحقيق تفاهمات صلبة، إلا أن كل طرفٍ يحاول ترك انطباعٍ يطمئن الآخر. فهما محكومان بالتعاون، لكن هناك تاريخاً من المآخذ والاختلافات ينبغي أن يعالج مع الوقت.
كانت واشنطن بلسان هيلاري كلينتون تعاملت بهدوء وواقعية مع احتمال خروج الإسلاميين منتصرين في الانتخابات. وكان " الإخوان" استبقوا أي لقاءاتٍ مع الأمريكيين بسلسلة مواقف اتسمت أيضاً بالواقعية بشأن السلام مع إسرائيل والتعامل مع الأقباط وقضية المرأة والخيارات الأساسية للاقتصاد.
لكن أكثر ما يقلق " الإخوان" أن يتدهور الوضع الاقتصادي في بداية عهدهم، وأن يجدوا أنفسهم تحت الضغوط الخارجية التي تعاملهم كما عاملت النظام السابق، أي أنها تعرض المساعدة لقاء تنازلاتٍ سياسية.
والأكيد أن الجانب الأمريكي سيكون واضحاً بأنه سيضعهم تحت الاختبار.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك