تفجّر التوتر بين السودان وجنوب السودان واندلعت معارك في ولاية جنوب كردفان الموجودة حاليا في أراضي الشمال، وهناك نزاع على ترسيم الحدود فيها كما في ولاية النيل الأزرق المجاورة.
إعلان
وهكذا لا تزال مخلّفات انفصال جنوب السودان تحول دون الوئام بين البلدين المتداخلين أراضيا وسكانا واقتصادا. لكن جديد القتال الحالي أنه سجل ارتباط حركتي تمرد شماليتين مع جيش دولة الجنوب.
فـ"الحركة الشعبية" في الشمال و"حركة العدل والمساواة" كبرى فصائل التمرد في دارفور توحدتا فيما يسمى "الجبهة الثورية" وأعلنتا قتل 150 جنديا شماليا في أول هجوم مشترك لهما على جيش الخرطوم في منطقة جاو النفطية الواقعة على الحدود.
لكن الخرطوم نفت واتهمت جيش جوبا الجنوبي بأنه هو الذي أشرف على الهجوم وأنه بذلك خرق اتفاق عدم الاعتداء الذي وقعته الحكومتان قبل أسبوعين في أديس أبابا.
ومنذ أيلول/ سبتمبر الماضي تكررت المواجهات وأسفرت عن بقاء آلاف من اللاجئين الجنوبيين عالقين حتى الآن في منطقة تحت سيطرة الشماليين. ويمر السودانان الشمالي والجنوبي بأزمة اقتصادية قاسية منذ غداة الانفصال في تموز/ يوليو 2011، إذ خسرت الخرطوم ثلث عائداتها ولا بدائل جاهزة لديها، فيما أوقفت جوبا إنتاج النفط بسبب تعذر الاتفاق مع الخرطوم على تقاسم المداخيل.
فالنفط يمر بأنابيب عبر أراضي الشمال، ويريد الجنوبيون الآن إيجاد وسائل بديلة لتصديره. ورغم أن التفاوض لم يتوقف بين الحكومتين تارة بوساطة إفريقية وطورا بترتيب من الأمم المتحدة وبموافقة أمريكية إلا أنهما لم تتوصلا إلى اتفاقات على حل القضايا المتنازعة عليها وهي تتعلق بملف النفط كما بترسيم الحدود وبأوضاع بعض المجموعات السكانية التي بات الانفصال يتحكم بمصيرها.
ولذلك فأنهما تتبادلان الضغط العسكري عبر تحريك مجموعات التمرد في حروب صغيرة بالوكالة هنا وهناك تفاديا لحرب مباشرة تخشى كلاهما نتائجها الداخلية عليها.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك