تكثفت المساعي أمس بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة لوقف التصعيد في غزة بعدما بلغت الحصيلة أكثر من عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
إعلان
لم تستهدف الغارات الإسرائيلية نشطاء من حركة " حماس" المسيطرة على قطاع غزة، وإنما ركّزت على قادة من " لجان المقاومة الشعبية " و"حركة الجهاد الإسلامي".
لذلك سعت " حماس" إلى تجديد العمل باتفاق التهدئة الذي كانت توصلت إليه مع إسرائيل، رغم أنها وجدت صعوبة بإقناع الفصائل الأخرى بوقف إطلاق الصواريخ على المناطق الإسرائيلية ثأراً لقتلاها.
كان الجانب الإسرائيلي هو الذي خرق اتفاق التهدئة، وربما تكون المرة الأولى التي تكتب فيها الصحافة العبرية بهذه الصراحة عن شؤون عسكرية، إذ قالت أن حكومة بنيامين نتانياهو خططت لهذا التصعيد محددة جملة أهداف، أهمها إجراء تجربة لمنظومة " القبة الحديدية" التي استكملت نصبها قبل مدة. ووفقاً للمصادر العسكرية، فإن المنظومة تمكنت من اعتراض كل الصواريخ الموجهة إلى المناطق الآهلة.
وبين الأهداف الأخرى لهذا التصعيد، هناك اختباران : أولهما ل" حماس" التي اشترطت وقف الغارات لمواصلة التزام التهدئة، والآخر لمصر لرصد ردود الفعل بعد سيطرة جماعة " الإخوان المسلمين" على مجلسي الشعب والشورى.
ويدرك الإسرائيليون أن " حماس" تمر بمرحلة عدم استقرار بعد اضطرار قادتها في الخارج إلى مغادرة سوريا والبحث عن ملاذٍ جديد. بالتالي فهي مرحلة ملائمة للضغط على هذه الحركة كي تبادر بدورها إلى ضبط الفصائل الأخرى ولا سيما
" لجان المقاومة الشعبية" التي تتهمها إسرائيل بتدبير هجوم ضد جنودها في آب/ أغسطس الماضي بالقرب من الحدود المصرية.
أما الهدف الذي لم تشر إليه المصادر الإسرائيلية فهو أن الحكومة اختارت هذا التوقيت للتصعيد في غزة، لأن نتانياهو عاد من أمريكا خائباً إذ لم يحصل على تزكية لخيار الحرب على إيران.
وكما هي العادة، فإن إسرائيل لا تولي اهتماماً مسبقاً بالخسائر البشرية. كل ما استطاعت تأكيده أمس أن نجاح تجربة " القبة الحديدية" قد يغنيها مؤقتاً عن القيام بعملية مخطط لها أيضاً لاجتياح جديد لغزة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك