كان يفترض أن تكون سوريا الآن في المرحلة الانتقالية بعد زوال نظام الاستبداد، لكنها لا تزال بعد عام على الانتفاضة الشعبية بين الأمل واليأس. والحصيلة حتى اليوم ثقيلة وممضة : أكثر من 10 آلاف قتيل، عشرات آلاف المصابين، عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين، نصف مليون نازح ومشرد بين الداخل والخارج.
إعلان
الدمار كبير، الدمار الاجتماعي أكبر، النظام مسيطر يقتل ليبقى ولا يستطيع البقاء ولا التراجع. الشعب باق ومستمر في الحراك ولا يريد أن يتراجع. المأزق الداخلي عميق وعدم التدخل الخارجي زاده غموضا. روسيا والصين تغطيان الجرائم ضد الإنسانية وتنقذان النظام لكن إلى حين. المجتمع الدولي العاجز أصبح شريكا في سفك الدماء ولعبة الأمم تخذل الشعب السوري تارة باسم "الفزاعة" الإسلامية وطورا بذريعة تجنب الفوضى.
منذ اللحظة الأولى كان مفهوما كما في ليبيا أن الأزمة تتطلب تدخلا خارجيا، ولم يصل أي وسيط عربي إلى دمشق إلا بعد مرور ستة شهور، أما الوسيط الدولي فجاءها بعد سنة. وعبثا تحاول الوساطات فالنظام يعّول على روسيا وروسيا تريد حلا يبقي النظام السوري على حاله مع بعض اللمسات الإصلاحية. فهي انتظرت طويلا قبل أن تنتقد تأخره في الإصلاحات التي قالت إنها نصحته بها ولم تقل إذا كانت نصحته بضبط آلة القتل التي يدير بها أزمته.
خلال الأسابيع القليلة الأولى كان عنف النظام قد قتل كل الحلول وأقفل كل أبواب الحوار والمصالحة الداخلية. واليوم فيما يعقد العالم رهانه على مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان، لا يبدي نظام دمشق أي استعداد للإسراع في الحل. وقد فهم من رده الأولي على مقترحات أنان أنه يسعى إلى المماطلة وإلى إغراق الوساطة الدولية في الشروط والتفاصيل، فيما اجتاح مدينة إدلب أمس، وكما بدأ القتل في درعا قبل عام، واصل القتل فيها أمس أيضا.
وإذ يقول أصدقاء سوريا إن مهمة أنان هي الفرصة الأخيرة للنظام، فليس معروفا ما الذي يستطيعونه من دون تدخل مباشر.
الأكيد أن الجميع يدرك حاليا أن الأمر يتعلق بأزمة طويلة المدى.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك