ترك رئيس الوزراء العراقي أزمة سياسية متفاقمة في بغداد وقصد إيران يوم الأحد أي في توقيت متزامن مع الاشتباك الكلامي بينه وبين رئيس الوزراء التركي. فهل زار نوري المالكي طهران ردا على زيارة خصمه الجديد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لأنقرة ؟ وهل يعني ذلك ازدياد تموضع القوى السياسية العراقية بين تركيا وإيران ؟ قد يكون الأمر أخطر من ذلك.
إعلان
صحيح أن المالكي كرّر خلال زيارته لطهران سعيه إلى تطوير التعاون الثنائي إلا أن مضيفيه كانوا أكثر دقة في التعبير عن تطلعاتهم إذ شددوا ولو بصيغ مختلفة على تحالف بين البلدين.
فنائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي قال صراحة إذا توحّد البلدان فإنهما سيشكلان قوة كبرى في العالم. والرئيس محمود أحمدي نجاد أشار إلى أن كل الظروف تحتم على الجارين الوقوف معا. ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني توقع أن يقوم البلدان بدور فاعل في أزمات المنطقة. وأما مرشد الجمهورية على خامنئي فلمّح إلى ضرورة استغلال رئاسة العراق للدورة الحالية للقمة العربية.
في المقابل وُقعت اتفاقات تعاون اقتصادي وتجاري، لكن لم يتضح إذا كان الخلاف على آبار النفط الحدودية حُسم على النحو الذي يعزز موقف المالكي في أزمته الداخلية.
وليس جديدا أن إيران تسعى إلى محور ثلاثي يضمها مع العراق وسوريا. وكانت الصيغة السابقة لهذا المحور تُوسّعه ليضم أيضا تركيا ولبنان. وإذا كان وجود لبنان فيها مضمونا من خلال "حزب الله" ونفوذه المسلح إلا أن موقف تركيا من النظام السوري وأزمته أدى إلى استبعادها بل إلى مخاصمتها.
لكن حتى لو رغب نوري المالكي في تحقيق وحدة أو تحالف معلنين مع إيران فإن طبيعة الحكم العراقي والارتباطات المستمرة مع الولايات المتحدة لا تساعدانه في ذلك. فهناك خطر تشظي الجغرافيا العراقية خصوصا أن الإقليم الكردي يقترب من البحث في إعلان استقلاله.
لذلك قد يكتفي الإيرانيون من المالكي مؤقتا بتعاون يجعل التحالف الثلاثي كأنه حاصل فعلا وأولى مهماته إنقاذ النظام السوري.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك