عادت مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان إلى الترنح بين نجاح وفشل، وبنهاية الأسبوع المقبل ستكون أمام المجتمع الدولي صورة أكثر وضوحا عمّا إذا كان النظام السوري سينفذ تعهداته أم لا.
إعلان
رغم أن السوابق لا تشجع على الانتظار وأن أسبوعا إضافيا آخر سيعني للأسف مئات الضحايا إلا أن أعضاء مجلس الأمن يريدون نشر مزيد من المراقبين لتكون لديهم المعطيات الكافية للحكم على خطة أنان وجدوى الاستمرار في المراهنة عليها.
لكن تجربتي مدينتي حماه وحمص لا تبدوان مشجعتين إذ تشهدان هدوءا حين يزورهما المراقبون ليستأنف القصف بالأسلحة الثقيلة بعد مغادرتهم وهما تقصفان حاليا رغم وجود مراقبين مقيمين فيهما. ثم أن العمليات العسكرية في مناطق عدة أمس الخميس أشارت إلى عدم اكتراث القوات النظامية بمهمة المراقبين.
ولا شك أن فشل مهمة أنان سيضطر مجلس الأمن إلى البحث في خطوات بديلة. ومنذ لقاء باريس الأسبوع الماضي للدول الرئيسية في مجموعة أصدقاء سوريا فتحت نافذتان : الأولى عنوانها الانتقال بالملف السوري إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح للمجتمع الدولي إجراءات أكثر إلزاما للنظام للسوري بينها العقوبات والتدخل العسكري. والثانية بروز الدور الفرنسي باعتباره طارحا للمبادرات بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا والجامعة العربية.
لذا جاء الإنذار لدمشق من وزير الخارجية ألان جوبيه أمس معتبرا الخامس من أيار / مايو المقبل لحظة الحقيقة وهو موعد تقديم أنان تقريره عن مدى التزام دمشق وقف النار وسحب الأسلحة الثقيلة من محيط المدن وتسهيل وصول المراقبين وانتشارهم.
غير أن الانتقال إلى الفصل السابع ليس خيارا سهلا لأن الموقف الروسي يركز حاليا على مسؤولية المعارضة لا النظام في عدم وقف النار وذلك تحسّبا للنقاش المقبل في مجلس الأمن واحتمال ذهاب موسكو إلى فيتو ثالث لحماية النظام السوري.
ثم أن ظروف انتقال الحكم من يد إلى يد في فرنسا قد تبطئ حركة الدور الفرنسي لبعض الوقت حتى لو لم تغير منطلقاته.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك