قبل أن يدعو كوفي أنان دول مجموعة الاتصال إلى اجتماع جنيف غدا السبت، انتظر من موسكو ردّين: أولهما الموافقة على إطار العمل الذي اقترحه لتفعيل عملية نقل السلطة في سوريا، والثاني التخلي عن المطالبة بحضور إيران. كان الردان إيجابيين واستبعدت إيران إرضاءً للدول الغربية، لكن استبعدت أيضاً السعودية.
إعلان
وكان الشرط الروسي ـ الصيني الصارم أن لا يُطرح علناً مصير بشار الأسد كعنوانٍ للعملية وهدف لها. لكن التفاهم الضمني بين الدول الخمس الكبرى هو أن خريطة الطريق للعملية السياسية المطروحة ستؤدي إما إلى تهميش الرئيس السوري أو إلى رحيله.
ويعني هذا التركيز على الحل السياسي تجاوز الجمود المستمر عند شرط وقف العنف لأن العنف لن يتوقف، مثلما أن تصعيده لن يمكّن النظام ولا المعارضة من حسم الموقف.
وأصبح معروفاً أن انطلاقة الحل شبيهة بالسيناريو اليمني، أي نقل صلاحيات الرئيس إلى شخص آخر يُفترض أنه نائبه. لكن الخريطة تتضمن تصوراً متكاملاً لتنفيذ خطة أنان بنقاطها الست.
وأحد أهداف اجتماع جنيف هو الاتفاق على مجمل العملية وعلى الجدول الزمني لتنفيذها. لكن أصعب الرهانات ضمان التزام الدول المعنية كافة بضبط الحركة على الأرض لتتناغم مع مراحل تنفيذ الخطة، أي أن الثلاثي روسيا والصين والعراق مُطالب بالضغط على النظام السوري لقبول ما يُتفق عليه، في حين أن تركيا والجامعة العربية مطالبتان بالضغط على المعارضة التي دُعيت مختلف أطرافها إلى لقاءٍ في مقر الجامعة في القاهرة الثلاثاء المقبل.
ومن الواضح أن الدول الكبرى تتوسل خطة أنان للتوصل إلى صفقة في ما بينها. وإذا تمت الموافقة في جنيف على الورقة التي وضعها المبعوث الدولي العربي، فإنها ستحال فوراً إلى مجلس الأمن لتصبح قراراً دولياً. وليس معروفاً الآن إذا كان سيتخذ تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ليكون ملزماً.
لكن الوضع الأمني سيبقى عقدة العقد، فالنظام سيعاند لإبقاء دباباته في المدن وسيشترط لسحبها انسحاب معارضيه المسلحين. ولذلك تتضمن الخطة فتح ممرات إنسانية وإدخال قوات حفظ سلام للفصل بين الجانبين.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك