تفاقمت الأزمة في شمال مالي بعد استيلاء تنظيم "القاعدة" ممثلا بحركة " أنصار الدين" على المنطقة وطردها مقاتلي " الحركة الوطنية لتحرير أزواد" التي تمثل الطوارق الطامحين إلى الانفصال والاستقلال.
إعلان
كانت" الحركة الوطنية "هذه عوّلت على الكتائب العائدة بكامل سلاحها من الخدمة في ليبيا بعد سقوط النظام السابق، واعتبرت أن اللحظة مؤاتية لتحقيق الاستقلال للطوارق.
في البداية قاتلت مختلف الحركات معا ضد القوات الحكومية واكتملت السيطرة على الشمال في غضون أيام. لكن "أنصار الدين" وهم سلفيون من الطوارق ومن جنسيات أخرى انقلبوا فيما بعد على" الحركة الوطنية" وتمكنوا أواخر الشهر الماضي من التغلب عليها.
ومع تأكد وجود "القاعدة" في مالي وتواصلها مع قاعديي الصومال ومع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي فضلا عن جماعة " بوكو حرام" في نيجيريا لم يعد الأمر مجرد ظاهرة معزولة وإنما حالة تزداد ترسخا وانتشارا.
ثم إن إقدام حركة "أنصار الدين" على تدمير أضرحة الأولياء في تمبوكتو هزّ الوجدان العالمي الذي دان التعرض الهمجي للتراث الديني الذي صنفته منظمة اليونسكو كتراث إنساني ينبغي الحفاظ عليه.
ويحاول قادة دول غرب إفريقيا منذ أيام الاتفاق على خطة لمواجهة الأزمة في مالي. فأبدوا استعدادا لإرسال قوة إقليمية كما حثوا مجلس الأمن على إصدار قرار يؤيد التدخل. لكنهم عادوا ففضلوا إعطاء أولوية لوساطة دبلوماسية تحاول من جهة حل المشكلة الداخلية في مالي التي تعاني من شلل الدولة منذ الانقلاب العسكري، ومن جهة أخرى اجتذاب الطوارق وطمأنتهم إلى حقوقهم المشروعة قبل النظر في كيفية التعامل مع الجماعات الإرهابية.
وفيما أبدت الولايات المتحدة تحفظا عن أي تدخل وشيك ناصحة بالتأني وتجهيز الإمكانات، رفضت الجزائر من جهتها المشاركة في أي جهد عسكري. وتتبادل الدول السبعة المعنية بالوضع الاتهامات بأنها فضلت التعايش مع النشاط الإرهابي وحصره في الصحراء، ولذا أفشلت كل مساعي التنسيق للقضاء عليه. ثم وجدت أن ترسانات السلاح الليبي انسلت إلى تلك المنطقة وجعلت المهمة أكثر صعوبة مع سيطرة تنظيم القاعدة على الشمال الذي يشكل قرابة نصف مساحة مالي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك