في ضوء أوصاف "معارك التحرير" و"بداية النهاية" للنظام و"الحرب الأهلية"، بدا الوضع في سوريا خلال الأيام الأخيرة وكأنه بات خارج السيطرة. ومن هذا المنطلق، يتابع الأوروبيون بقلق شديد الأحداث المتسارعة على الأرض، ومنهم من بدأ يعترف باحتمال تجاوز هذه الأحداث قريباً لكلّ المواقف والقرارات الجديدة للاتحاد الأوروبي.
إعلان
أوضح تعبير عن "العجز" الأوروبي إزاء "المأساة" السورية: الاستمرار في إعلان الدعم والتأييد لخطة كوفي أنان. وهذا ما هو متوقع من اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين اليوم في بروكسل. ولكنه سيأتي مرفقاً بعقوبات إضافية على أركان وكيانات النظام، مع تعزيزها بتشديد الحظر على الأسلحة لسوريا.
فمن الآن وصاعداً، سيبدأ العمل بمبدأ اعتراض وتفتيش السفن والطائرات التي يُشتبه في نقلها أسلحة وعتاد يمكن أن تستخدم في أعمال القمع ضدّ المدنيين والمعارضين في سوريا.
وأما مساحة تطبيق هذا القرار، فستقتصر على مرافئ ومطارات وأجواء ومياه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فقط.
وعليه، فإزاء العجز عن تحريك مجلس الأمن الدولي، بسبب عناد روسيا والصين، يبدو مثل هذه الإجراءات ضرباً من ضروب العقوبات من أجل العقوبات، عديم الجدوى والفعالية قياساً مع ما تشهده الساحة السورية من تطوّرات.
والأوروبيون واعون لهذا الأمر، فرئاستهم الدورية القبرصية تحذر من مخاطر حصول "أزمة إنسانية" بسبب النزاع السوري. أزمة مهجّرين ونازحين ولاجئين وبالآلاف، لن تكون أوروبا بمنأى عنها عبر البوّابتين القبرصية والتركية-اليونانية.
وزراء الداخلية الأوروبيون سيبدأون ببحث هذا الأمر في اجتماعهم اليوم من جهتهم في نيقوسيا. ولكن تحريك الآليات الأوروبية لمواجهة ومعالجة مثل هذه الأزمات يحتاج إلى الكثير... الكثير من الوقت.
وبالانتظار، عددُ ضحايا الأزمة السورية تجاوز التسعة عشر ألف قتيل، فيما النازحون واللاجئون يُحصون بمئات الآلاف.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك