منذ العمليّة التي أودت بحياة عددٍ من الرموز الأمنيّة للنظام السوري، يُسجّل تهافتٌ على الأفكار والاقتراحات والاستعدادات لإيجاد مخرج لبشار الأسد، آمن ولو لحين، من أجل التعجيل في وضع حدّ لحمّام الدم في سوريا.
إعلان
الاقتراح الأوّل جاء من الدوحة. وزراء الخارجيّة العرب عرضوا "مخرجاً آمناً" للرئيس السوري وعائلته شرط تخليه عن السلطة. ولكنّ رفض دمشق لم يتأخر وقد جاء مقروناً بالتهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضدّ من سيحاول فرض هذا الحلّ بالقوّة من الخارج.
المؤشر الثاني خرج من بروكسل. وزراء الخارجية الأوروبيون انشغلوا في البحث عن كيفية الإعداد لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد. والبحث الأوروبي تركز على فكرة تشكيل "حكومة تمثيلية" تقود المرحلة الانتقالية في سوريا.
وأما "البلبلة" الثالثة، فقد جاءت من أوساط المجلس الوطني السوري المعارض، إذ اختلف أقطابه حول استعداد "المعارضات" السورية للقبول بإحدى شخصيات النظام الحالي في إدارة المرحلة الانتقالية، بعد تنحّي الأسد بالطبع.
إنه مشهدٌ ساخرٌ من مشاهد "التراجيديا" السورية. نختلف على تقاسم الغنيمة ولم يفنى "الأسد" بعد.
وحدها هيلاري كلينتون لا تزال تعتمد الخطاب الواقعي معتبرة أن "الرئيس السوري"، لا غيره، "لا يزال أمامه الوقت لكي يقرّر بنفسه إطلاق عملية انتقال السلطة من أجل وضع حدّ سريع للعنف في سوريا".
وإلا، فإن التغيير آتٍ لا محالة، وقد أصبح مسألة وقتٍ فقط - كما يقول الفرنسيّون - وإنما وفقاً لما ستفرضه إنجازات الثورة على الأرض الدمشقيّة والحلبيّة... دون الحلول والاقتراحات و"البلبلات" الخارجية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك