عندما اقترح الرئيس المصري خلال القمة الإسلامية في مكة منتصف الشهر الماضي إنشاء مجموعة اتصال إقليمية بشأن سوريا تضم السعودية وتركيا وإيران بالإضافة إلى مصر، لاقى ترحيبا من أنقرة وطهران، أما الرياض فلزمت الصمت.
إعلان
بعدما فشل مسعى إيراني لتشكيل لجنة ثلاثية من دول عدم الانحياز للهدف نفسه، أفسح المجال للاقتراح المصري. وعقد مندوبون عن الدول الأربع أول اجتماع لهم الأسبوع الماضي في القاهرة واتفقوا خلاله على أمر واحد هو عقد الاجتماع التالي على مستوى وزراء الخارجية.
لكن السعودية تغيبت وتردد أنها تميل إلى المقاطعة لأنها لا ترى جدوى من هذه الرباعية الإقليمية، وبالأخص من مشاركة إيران التي لا تنفك تؤكد تمسكها بالنظام السوري ورئيسه، مما يتناقض مع المواقف المعلنة للدول الأخرى.
والموعد الجديد المرتقب للوزراء الأربعة سيكون في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعندها سيتأكد ما إذا كانت هذه الرباعية ستصمد أم تتخذ شكلا آخر. وفي حال صمودها سيكون على دولها أن توحد أهدافها، وهذه مهمة مشكوك بنجاحها.
وفي الاجتماع الوزاري الذي بقي ثلاثيا، اقترحت إيران إرسال مراقبين من الدول الأربع للإشراف على وقف لإطلاق النار في سوريا، غير أن فشل المراقبين العرب ثم الدوليين لا يشجع على تكرار التجربة.
ثم أن اقتراح المراقبين يأتي على خلفية تورط إيراني مباشر في القتال، كما يبدو متناغما مع اشتراط النظام السوري أن تتوقف تركيا والسعودية وقطر عن دعم المعارضة وتسليحها كي يوقف هجمات قواته واستخدام طيرانه الحربي.
ورغم أن الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة لم تكن مرتاحة إلى فكرة الرباعية الإقليمية، إلا أنها لم تعرقل إنشاءها كإطار يمكن أن يفيد لاحقا في احتواء الدور الإيراني والحد من تطرفه.
وفي الانتظار يعتقد كثيرون أن هذه الرباعية لن تتمكن من القيام بأي دور، لكنها مع مهمة الأخضر الإبراهيمي من وسائل تمرير الوقت ريثما تكتمل المساومات الأمريكية والأوروبية مع روسيا. وعندئذ فقط ستتضح الأدوار المطلوبة من الرباعية الإقليمية هذه ومن مهمة الإبراهيمي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك