ليبيا في حربها على "الجهاديين"

كان الحادث وقع في إطار الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام، ويوم الجمعة الماضي كان موعدا لاستكمال الاحتجاج، لكن بنغازي شهدت تظاهرتين إحداهما مناهضة للسلفيين، وطالبت ببسط سيطرة الدولة ولم تلبث هذه التظاهرة أن اقتحمت مقر جماعة "أنصار الشريعة" التي يشتبه بأنها وراء الهجوم على الأمريكيين.

 

وما بدأه أنصار المجتمع المدني يوم الجمعة استكملته السلطات يوم السبت خشية انتشار الفوضى وتفاقمها، وانتهى الأمر بطرد تلك الجماعة من بنغازي. وبعد ساعات أعلنت ميليشيتان في درنة الموصوفة بأنها معقل للإسلاميين تسريح أفرادهما. وأمس أعلن رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف قرار السلطة حل كل الكتائب والمعسكرات غير المنضوية تحت شرعية الدولة . ثم أعلن الجيش إمهال الميليشيات 48 ساعة لإخلاء مقارها في طرابلس والمناطق المحيطة بالعاصمة.

 

ثمة سببان رئيسيان وراء هذا الحسم، فمن جهة هناك الرفض الشعبي الواضح لهذه الظاهرة، وفي المقابل هناك الحكومة الجديدة التي يفترض أن تُعلن خلال أيام. وكان رئيسها مصطفى أبو شاقور انتخب بتحالف بين المستقلين و" الإخوان المسلون" ضد الليبراليين ويتوقع عموما أن تكون حكومة معبرة عن خط إسلامي وسطي، ما يعني أن الأمن وهو في رأس الأولويات بات منذ الآن مسؤولية الإسلاميين ومن شانهم أن يظهروا قدرة على إنهاء الأوضاع الشاذة السائدة منذ انتهاء الحرب على النظام السابق قبل أكثر من عام.