الحل السياسي لا يزال ممكنا في سوريا. هذا ما خلص إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في نهاية أسبوع دبلوماسي قاتم واكبه النظام السوري بتصعيد دموي.
إعلان
لم يقل الرجلان إن الحل الذي يتحدثان عنه ممكن فقط وفقا للصيغة التي يريدها النظام السوري لكنهما أوحيا بذلك عندما انذرا بأن عدم تقدم الحل يعني أن سوريا موعودة عندئذ بالجحيم.
وقد ظهرت أولى مؤشرات هذا الجحيم في مجزرتي حلفايا ودير بعلبة فضلا عن سلسلة مجازر أخرى توعدت بها مصادر النظام في ريف دمشق. ولم يكن معروفا أمس الأحد إذا كان الإبراهيمي يتوجه إلى النظام أم إلى المعارضة عندما حذر من سقوط 100 ألف قتيل أو من تجديد إشارته إلى احتمال الوقوع في صومال ثانية . فالنظام غير مكترث والمعارضة استشعرت في كلامه تهديدا لها.
والأهم من ذلك أن المقترح الذي يحاول الإبراهيمي وموسكو تسويقه عند المعارضة لم يستطيعا تسويقه أصلا عند النظام إذ أن النقطتين الجوهريتين وهما وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لا يمكن أن يلتزمهما بشار الأسد وفقا للمفهوم الذي يعني في نهاية المطاف حصول تغيير حقيقي وجذري في بنية النظام.
ورغم التصعيد الهستيري الذي واكب الأسبوع الدبلوماسي بين دمشق وموسكو كان الصمت الأمريكي والأوروبي صاخبا ومريبا. وباستثناء تعليق فرنسي يستبعد أن يكون نظام الأسد جزءا من الحل في سوريا، لم يصدر أي موقف من واشنطن التي يعتقد كثير من العواصم بأن تحرك روسيا والإبراهيمي يتم بموافقتها وفقا لتفاهمات لافروف وكلينتون.
ويبدو أن الولايات المتحدة تريد أن تستبعد مسبقا أي سبب يضطرها للتدخل في سوريا ولذلك أطلقت يد روسيا لإيجاد حل سياسي مع علمها بأن الروس لا يرون سبيلا إلى هذا الحل إلا بالعمل مع الأسد ونظامه، غير أن موسكو والإبراهيمي أخطآ أيضا بتهميش ائتلاف المعارضة السورية وعدم التحاور المسبق معه حول البنود المقترحة .
ورغم أن النظام أرسل مبعوثا إلى موسكو لإبلاغها رفضه صيغة الحكومة ذات الصلاحيات الكاملة وأنه تعمد تسريب هذا الرفض إلى الإعلام فإن موسكو بادرت مع ذلك إلى دعوة الائتلاف إلى التحاور ثم تفاجأت بالرد الذي طالبها بالاعتذار للشعب السوري.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك