خبر وتحليل

نظرة الجنرال ديغول وماو تسي تونغ الثاقبة من أجل إرساء شراكات مستقلة

نشرت في:

انطلقت في فرنسا والصين منذ الجمعة 17 يناير الجاري الاحتفالات بالذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

في عام 1964 كانت الحرب الباردة محتدمة في عالم منقسم بين قطبين .. وكانت الصين الشعبية بقيادة الرئيس ماو تسي تونغ تعيش عزلة شبه تامة.. وكان الجنرال شارل ديغول رئيس فرنسا حينذاك يبحث منذ بدايات نهاية الحرب العالمية الثانية عن مكانة لبلاده تحت الشمس وبين الأمم.
 
النظرة المستقبلية الثاقبة لديغول في تلك الحقبة المشحونة من تاريخنا المعاصر ومواقفه وقراراته ساهمت في إعادة صوغ التوازنات في العالم.
ومن أهم تلك القرارات أن أقدم الرجل على إخراج فرنسا من منظومة حلف شمال الأطلسي وخاصة من قيادة الحلف ونقل مقره من فرنسا إلى العاصمة البلجيكية بروكسل.
 
كما أنه جاهد مثابراً من أجل تمكين فرنسا من القوة النووية العسكرية ليوازن بها بين القوتين العظميين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي سابقاً. من دون أن ننسى تأسيسه لما يعرف بسياسة فرنسا العربية.
 
وفي هذا الإطار يتنزل قرار ديغول قبل خمسين عاماً بجعل باريس أول عاصمة غربية تمد جسر علاقات دبلوماسية مع بكين، في خطوة هدف الرئيس الفرنسي من ورائها إلى تأكيد جرأته السياسية في خضم الحرب الباردة وإلى توقه إلى انفتاح بلاده التي كان يردد أنها مستقلة بأتم معاني الكلمة على بلاد أخرى هي الصين والتي كانت هي الأخرى تشدد على استقلاليتها وتبحث لنفسها عن موطئ قدم لها نهاية العالم الجديد.
 
وانطلاقا من ذلك كان الرئيسان شارل ديغول وماو تسي تونغ يهدفان إلى إرساء توازنات جديدة على أرضية تشكيل عالم متعدد الأطراف تسوده الثقة المشتركة بين جميع مكوناته.
 
وهكذا تأتي هذه الاحتفالات تجسيداً لتلك النظرة المستقبلية إذ عرفت العلاقات بين البلدين فرنسا والصين تعزيزاً مطرداًً تجلى اليوم في مستواها الرفيع سواء في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية أو في المجالات الثقافية والعلمية والصحية والرياضية وغيرها.
 
احتفالات تحمل في طياتها بارقة أمل في  أهمية الشراكات الثنائية وجدواها بين جميع بلدان العالم.
 
 
 
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية