لو لم أكن صحافيا وملزما بالمتابعة والنقل والتعليق لتوقفت عن متابعة كل ما يتعلق بجنيف اثنين!
التحضيرات لعقد المؤتمر وما يرافقها من مناورات ومواقف تشعرني بالغثيان تماما كما هي مشاعر هذا المواطن السوري البسيط الذي يدعي كل اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين الدفاع عن مصالحه في فنادق عواصم القرار وكواليس الدبلوماسية!
لنتأمل قليلا في طبيعة الوفود المدعوة لإنضاج طبخة الحل السياسي للأزمة السورية فنتأكد أنها طبخة بحص!
وفد المعارضة السورية بكافة أطيافها سيقتصر على الائتلاف الوطني الضعيف التمثيل والموزع الولاءات والغارق بانقساماته..
وفد النظام يبدو متماسكا ومنسجما على غرار نظام استبدادي يدعي الدفاع عن مصلحة شعبه ويمطر هذا الشعب بالبراميل المتفجرة..
هيئة التنسيق الوطنية التي تمثل ما تمثل في الداخل غير مدعوة للمشاركة.. الفصائل الإسلامية المقاتلة والممسكة بالأرض غير مدعوة للمشاركة وهي أصلا ترفض المشاركة لأن مشروعها يتمثل بإقامة دولة الخلافة.. لا الدولة المدنية.
الأكراد الذين يمثلون جزءا من الشعب السوري يشاركون بوفد حليف للنظام أما القسم الأكبر منهم فهدفه إقامة كردستان سوري على غرار العراق.
هلم بنا إلى جنيف للتفاوض ولكن كيف وعلى ماذا؟
في جديد المواقف وآخرها إعلان الرئيس بشار الأسد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية رغبته في الترشح لولاية رئاسية جديدة في حزيران يونيو المقبل ورفضه الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض وإصراره على وضع مكافحة الإرهاب بندا رئيسيا إن لم يكن وحيدا على مائدة المؤتمر.. فعلى ما التفاوض !
في جديد المواقف وقديمها تهديد وفد المعرضة بمقاطعة المؤتمر في حال مشاركة إيران فيه والتمسك بمطلب تخلي الرئيس الأسد عن السلطة وألا يكون جزءا من مستقبل سوريا..فعلى ما التفاوض؟
في خضم الحرب الأهلية اللبنانية السيئة الذكر، دعيت الأطراف الداخلية المتصارعة إلى جنيف للتفاوض برعاية عربية ودولية على وقف الحرب والتوافق على صيغة سياسية لإنقاذ لبنان، كان ذلك في العشرين من آذار مارس عام 1983. فشل المؤتمر واستمرت الحرب ست سنوات إضافية، ولم تتوقف إلا في العام 1989.. فهل جنيف السوري سيكون على غرار ما كان عليه جنيف اللبناني؟ الأرجح انه سيكون كذلك.
فعلى ما التفاوض ؟!
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك