اليمنيون اكتشفوا بعد حروب وانقلابات وانفصال فوحدة وبعد احتجاجات في الساحات العامة في عصر الربيع العربي، اكتشفوا أن الحل يكمن في الفيدرالية وفي إقامة جمهورية اتحادية وضعت أسسها لجنة برئاسة الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي.
إعلان
هذه اللجنة قسمت اليمن إلى ستة أقاليم: اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال. فبعد أن عاش اليمن سنوات بجمهوريتين، واحدة في الشمال قبلية وأخرى في الجنوب اشتراكية، عصفت بهما نهاية الاتحاد السوفييتي فتوحدتا بالقوة ثم بالحرب في جمهورية واحدة في بداية تسعينات القرن الماضي.
عاد اليمن ليدخل بفعل الربيع العربي في عاصفة الاحتجاجات التي قادت إلى نظام انتقالي والى تبنى نظام الفيدرالية دون أن يعرف اليمنيون أو يتساءلوا هل أن هذه الفيدرالية ستأتي بحل خلافاتهم بين حوثيين وال الاحمر في الشمال وبين قبائل الجنوب التي أعادتها ثروة النفط والغاز إلى أحلام الانفصال والمطالبة به رغما عن الجغرافيا والتاريخ، وهل أن هذه الفيدرالية ستنهي ألام الشباب الذي اعتصم لأشهر في ساحة التغيير طلبا للتغيير ونفي البطالة .
بعض اليمنيين اكتشفوا واعتبروا تبني الفيدرالية وكأنه الحل السحري الذي سينهي الهموم كلها بينما رأى فيه عدد آخر من اليمنيين ذرا للرماد في العيون قد يؤدي إلى مزيد من التناحر لان المشكلة في الأصل ليست في التنظيم الإداري للدولة بل في انتشار الفساد واختلال توزيع الثروة وفي احتكار البعض للسلطة واستخدامها للحصول على منافع ضيقة بل لصالح العائلة والقبيلة والمنطقة.
اليمنيون ليسوا وحدهم من قُدمت لهم الفيدرالية وحل للمشاكل المستعصية، فقبلهم وضع العراق دستوريا النظام الفيدرالي وإذا استثنينا إقليم كردستان الذي استطاع لأسباب تاريخية وسكانية أن يفرض عمليا الواقع الفيدرالي، فان النظام الفدرالي قد ترجم في بقية المناطق والمحافظات العراقية على شكل نزاعات مسلحة لازالت تعصف بأرواح العراقيين.
هذا النظام الفيدرالي هو ما يقدمه عدد غير قليل من الليبيين كحل لمشاكل ليبيا وصراعات أبنائها وقبائلها بالسلاح حينا، وبطرق مختلفة أحيانا أخرى. وهو ذات النظام الذي يهمس به البعض في أكثر من بلد عربي هبت في أجوائه عواصف الربيع العربي.
الحكم على جدية وفعالية النظام الفيدرالي في حل المشكلات القائمة أو على الأقل البعض منها، لا يمكن أن يستقيم قبل أن ينقشع ضباب المخاض الحالي في العالم العربي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك