في فرنسا كانت منظمات غير حكومية كثيرة تعنى بشئون الهجرة والمهاجرين تنتظر من الحكومة الحالية إطلاق هيئة عليا تسمى "هيئة الشباب الفرنسي المغاربي". وكانت هذه المنظمات تنتظر من مثل هذه العمل على نسج علاقة جديدة بين شعوب المغرب العربي من جهة والشعب الفرنسي من جهة أخرى عبر شباب فرنسيين من أصول مغاربية.
ولدى الناشطين في هذه الجمعيات قناعة اليوم بأن هذه الهيئة من شأنها تنشيط العلاقات الفرنسية المغاربية على مستويات كثيرة تعود بالفائدة على حياة المواطنين في بلدان المغرب العربي وفي فرنسا وتسمح بتطعيم ذاكرة مشتركة خالية من الكليشهات والضغائن ومنخرطة في المستقبل على غرار ما حصل بين الشعبين الفرنسي والألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى اليوم.
لكن هذه المنظمات أصيبت بخيبة أمل كبيرة قبل أيام بعد أن كشف رئيس الوزراء الفرنسي عن خطة الحكومة الفرنسية لمساعدة المهاجرين على الاندماج في المجتمع الفرنسي. فبدل إطلاق هذه الهيئة والإعلان عن إجراءات أخرى كانت منظمات الدفاع عن المهاجرين تنتظرها، اكتفى رئيس الوزراء الفرنسي بالإعلان عن اقتراب موعد إطلاق مفوضية تعنى بالموضوع بدا من خلال صلاحياتها وأهدافها أنها غير قادرة على تجسيد مطالب المهاجرين ومطامحهم.
وما يقلق المنظمات غير الحكومية التي تعنى بشئون المهاجرين الأفارقة والعرب بشكل خاص أن الحكومة الحالية بدأت تتعامل مع هذا الملف وكأنها تحذو حذو غالبية الحكومات اليمينية واليسارية السابقة التي تعاقبت على السلطة منذ عشرات السنين والتي كانت دوما توظف الهجرة والمهاجرين لأغراض انتخابية لا علاقة لها في كثير من الأحيان بهموم المهاجرين.
وصحيح أن فرنسا مقبلة على انتخابات بلدية الشهر المقبل وأن اليسار الحاكم يشعر اليوم أنه سيخسر مواقع كثيرة في أعقاب هذه الانتخابات لعدة أسباب منها الأزمة الاقتصادية ونمو التيار اليميني والصورة غير الجيدة التي ينظر من خلالها الرأي العام إلى سياسة الحكومة الاقتصادية والاجتماعية. ولذلك، فإن مشروع اليسار لمساعدة المهاجرين بدا بالنسبة إلى منظمات كثيرة تعنى بحقوق المهاجرين كما لو كان إطارا هزيلا لا أفق له.
مواضيع متعلقة:
لماذا اختارت الجاليات العربية الاستقرار في مدينة مرسيليا؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك