الأشهر التسعة التي نصت عليها خارطة الطريق الأميركية لإطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، قاربت على نهايتها مع نهاية شهر ابريل / نيسان المقبل، ولم يتحقق شيء على أرض الواقع من هذه الخارطة.
إعلان
ما تحقق من خارطة الطريق حتى الآن هو اللقاءات التفاوضية بين مَن يمثل إسرائيل ومن يمثل السلطة الفلسطينية، أو التصريحات والتسريبات من هذا الطرف أو ذاك، وأيضا اللقاءات المنفصلة للإدارة الأميركية مرة مع الإسرائيليين وأخرى مع الفلسطينيين.
كان آخر هذه اللقاءات ما جرى في باريس هذا الأسبوع بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو لقاء تركّز على وضع إطار للمفاوضات.
رافق هذا اللقاء الأخير في باريس أمران: الأول حضور وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان إلى باريس، والثاني لقاء في واشنطن بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل الأردني عبد الله الثاني، لأن كل طرف يخشى أن لا تسير الأمور وفق ما تشتهيه سفنه.
الرئيس الفلسطيني يخشى أن يتضمن اتفاق الإطار ما يلح عليه الطرف الأميركي لتهدئة خواطر الإسرائيليين، أي الاعتراف الفلسطيني بهوية دولة إسرائيل كدولة يهودية، ومحمود عباس على استعداد لتقديم تنازلات خاصة في موضوع عودة اللاجئين لكي يتجنب الاعتراف الفلسطيني بهوية إسرائيل اليهودية، لان هذا الاعتراف ستكون له نتائج مباشرة وسريعة على الفلسطينيين الحاملين للجنسية الإسرائيلية والذين يشكلون تقريبا خمس عدد سكان إسرائيل.
أما الإسرائيليون وفي مقدمتهم ليبرمان فيخشون أن يتضمن اتفاق الإطار هذا وقفا لتوسعة وبناء المستوطنات لأنهم، أي الإسرائيليون أو على الأقل بعضهم، يعتقدون أنه ما لم يتم رسم الحدود مع الفلسطينيين، يُعتبر وقف بناء المستوطنات تنازلا من طرف واحد، وليسوا مجبرين على تقديمه ما لم تصل المفاوضات إلى نتائج.
أما الأردن، وقد قالها وزير خارجيته ناصر جودة، فهو طرف معني بالمفاوضات على الأقل فيما يتعلق بغور الأردن والمقدسات، وليس وسيطا في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، فهي تخشى أن تنتهي ولاية أوباما الثانية والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تراوح مكانها كما هي حالها منذ عشرين سنة...
لكن قبل عشرين سنة، كان الفلسطينيون كتلة واحدة تحت مظلة واحدة، أما اليوم فهم بحاجة لوسطاء ومفاوضات للمّ شملهم ليس فقط بين مَن هم في غزة ومَن هم في رام الله، بل من هم في هذا الخندق ومن هم في أكثر من خندق.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك