الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" واجه الهزيمة الكبيرة في انتخابات البلديات بتغيير الحكومة وخطاب يساري حول مهامها الجديدة.
إعلان
الاشتراكيون يرون أن المنعطف الليبرالي الذي أعلن عنه "هولاند" بميثاقي التنافسية والمسئولية هو السبب الرئيسي في امتناع ناخبيهم عن التصويت والهزيمة التي حلت بهم، الأمر الذي دفع، على ما يبدو، بالرئيس الفرنسي لوضع ثلاث مهام أمام الحكومة الجديدة تبدأ بتعزيز الاقتصاد مشيرا إلى الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وتحقيق العدالة الاجتماعية بتخفيض الضرائب على الطبقة المتوسطة، والدفاع عن قيم الجمهورية ضد التطرف ... المقولات التي يرددها الخضر والجناح اليساري في حزبه.
إلا أن تكليفه لوزير الداخلية "مانويل فالس" بتشكيل الحكومة يتناقض كثيرا مع هذا الخطاب، "فالس" الذي يسميه البعض بـ"ساركوزي اليسار" يمثل الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي ويدعو لاقتصاد ليبرالي ويرفض قانون تحديد ساعات العمل بخمسة وثلاثين ساعة ... كما قام كوزير للداخلية بتطبيق سياسة متشددة ضد الأجانب، ومن المعروف، عموما، أنه يحظى برضاء اليمين التقليدي.
اختيار "فالس" أثار انتقادات شديدة داخل التحالف الحاكم، والوزيران الخضر أعلنا رفضهما للمشاركة في الحكومة الجديدة، ومن المرجح أن يحتفظ "لوران فابيوس" بحقيبة الخارجية، مما يعني أن السياسة الخارجية قد لا تشهد تغيرات كبيرة، إلا أن مركز الاهتمام والمحور الرئيسي لسياسة "فالس" في المنطقة العربية هو محاربة الإرهاب والتيارات الإسلامية المتشددة.
هل يمكن لرئيس حكومة من يمين الاشتراكيين أن يطبق الخطاب اليساري الذي نادى به رئيس الدولة، ويطالب به ناخبو اليسار ؟ ... السؤال مطروح، والبعض يرى هنا أن اختيار "فالس" ينبع، في حقيقة الأمر، من حزمه في تنفيذ ما يريد، وأن هذا الحزم أمر ضروري لتطبيق ميثاق التنافسية الذي يقضي بإعفاء الشركات من أعباء ضريبية تقدر بخمسين مليار يورو على مدى عامين، في ظل الأزمة الاقتصادية وعجز الميزانية العامة، وهو ما يثير غضب ومعارضة الكثيرين في صفوف اليسار داخل الحزب الاشتراكي وخارجه، أضف إلى ذلك أن وزير الداخلية وإن كان لا يتمتع بشعبية لدى اليسار، فإنه أكثر وزراء الحكومة السابقة شعبية في الشارع الفرنسي.
مما لا شك فيه، أن اختيار "هولاند" لـ"فالس" لم يكن سهلا، لأن فشله يعني فشل رئيس الجمهورية، ونجاحه يعني أن خلق منافسا قويا له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا إذا كان يعتزم اغتياله سياسيا، كما فعل "فرانسوا ميتران" عندما عين "ميشيل روكار" رئيسا لحكومته.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك