خبر وتحليل

‎« Demain je serai Président »‎ ‏"غدا سأكون رئيسا "‏

نشرت في:

في أعقاب الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت قبل أيام في فرنسا، تمكن ‏مواطن فرنسي من أصل مغاربي يدعى عز الدين الطيبي من الفوز في ‏مدينة "ستان" الواقعة في ضواحي العاصمة الفرنسية الشمالية . ويعد هذا ‏الانتصار حدثا لديه دلالات كبيرة في سجلات الفرنسيين من أصل عربي. ‏

يوتيوب
إعلان

فهذه المدينة التي يسكنها خليط من المهاجرين والفرنسيين الذين ولدوا ‏وترعرعوا في البلاد منذ قرن أو أكثر أو الفرنسيين الذين حصلوا على ‏الجنسية الفرنسية بعد أن كانوا مهاجرين. ويبلغ سكان هذه المدينة خمسة ‏وثلاثين ألف شخص . وقد أدرجت المدينة خلال العقود الأخيرة في ‏قائمة مدن الضواحي الساخنة التي نما فيها حزب " الجبهة الوطنية" ‏اليميني المتطرف بسبب احتداد أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ‏وعدم عناية السلطات الوطنية والإقليمية بما فيه الكفاية بسكانها الفرنسيين ‏وغير الفرنسيين. ‏

 

وصحيح أن الحزب اليميني المتطرف تمكن في أعقاب الانتخابات البلدية ‏الفرنسية الأخيرة من الفوز بقرابة عشر مدن . وأسهبت وسائل الإعلام ‏الفرنسية في الحديث عن هذا الانتصار والتعليق عليه. ولكنها لن تتطرق ‏إلى أهمية انتصار عز الدين الطيبي في مدينة "ستان" بالنسبة إلى سجلات ‏الهجرة العربية إلى فرنسا. فهذا الرجل الذي يبلغ التاسعة والأربعين من ‏العمر كان قد شارك في ثمانينات القرن الماضي في بلورة شعار يقول " ‏غدا سأكون رئيسا" في إشارة إلى طلب أساسي كان أفراد الجيل الثاني ‏من أبناء المهاجرين العرب يلحون عليه، وهو إفساح المجال أمامهم حتى ‏يكونوا جزءا من القيادات السياسية في البلاد ولاسيما تلك التي يتم انتخابها ‏عبر صناديق الاقتراع.‏

 

ومن يتفحص الطريقة التي تمكن من خلالها هذا الجيل من فرض هذا ‏الطلب على صناديق الاقتراع، يهتدي بسرعة إلى أنها كانت عويصة ‏إلى حد كبير. فقد كان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك أول رؤساء ‏فرنسا الذين ساهموا في تعيين وزراء من أصول عربية في بعض ‏الحكومات اليمنية واليسارية المتعاقبة منذ عام 1995. ولكن وصول عدد ‏من الفرنسيين من أصول عربية إلى مواقع اتخاذ القرار عبر صناديق ‏الاقتراع على مستوى السلطة التشريعية لم يتأت إلا قبل سنتين أي في ‏أعقاب الانتخابات التشريعية الماضية. ولم يستطيعوا الوصول إلى رئاسة ‏المجالس البلدية قبل الثلاثين من شهر أبريل –نيسان الجاري أي قبل ‏انتخاب عز الدين الطيبي رئيسا لبلدية " ستان" . ومن حق عمدة العمدة ‏الجديد انطلاقا مما حصل في المدينة التي كان يعتقد أنها ستسقط بين ‏أيدي اليمين المتطرف أن يعيد الاعتبار لشعار رفعه مع رفاقه الفرنسيين ‏من أبناء المهاجرين العرب وصاغوه على النحو التالي : " غدا سأكون ‏رئيسا".‏

 

‏ لم لا؟ فالرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي من أصول أجنبية، ‏ولكنه تمكن من الوصول إلى قصر الإليزيه. ومانويل فالس رئيس الوزراء ‏الفرنسي الجديد ذو الأصول الإسبانية ، يحلم بدوره بالوصول إلى هذا ‏المكان. وعمدة عمدة باريس الجديدة فرنسية من أصل إسباني هي ‏الأخرى. ولم يكن الكثيرون يصدقون من قبل أن تقبل باريس بمنح مفاتيح ‏أبوابها فرنسية من أصل إسباني. ‏

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية