هل سيخبو ألق جادة الشانزيليزيه؟

قضية الحال تستأثر باهتمام فائق. فهي تهم شبكة عطور " سيفورا " الفرنسية ‏الشهيرة وموقعها المميز في قلب جادة الشانزيليزيه قبلة السياح من كل أصقاع ‏الدنيا. فبعد أن حكم القضاء الفرنسي بإغلاق موقعها التجاري عند التاسعة ليلا ‏بدلا من منتصف الليل أو الواحدة صباحا بناء على دعوى رفعتها النقابة التجارية ‏في باريس توجهت سيفورا إلى المجلس الدستوري ليقول حكماؤه قولهم الفصل ‏في دستورية القانون المنظم للعمل الليلي.‏

إلا أن المجلس الدستوري خيب آمال سيفورا ونقابة أرباب الأعمال الداعمة لها ‏إذ قرر أن قانون العمل الساري في فرنسا يتمشى وأحكام الدستور مؤكدا بالتالي ‏ما تنص عليه المواد الثلاث المعنية من أن العمل ليلا هو من الحالات الاستثنائية ‏وينبغي تبريره بضرورة ضمان استمرارية النشاط الاقتصادي أو خدمات المنفعة ‏الاجتماعية. ‏

قرار المجلس الدستوري سيطال ما لا يقل عن ستة وعشرين محلا تجاريا تفتح ‏أبوابها إلى ما بعد التاسعة ليلا.‏

نقابة أرباب الأعمال المؤيدة للتجار في الشانزيليزيه أعلنت أنها ستواصل ‏الوقوف إلى جانب المحلات التجارية من أجل تغيير القانون والإبقاء على هذه ‏المحلات مفتوحة ليلا مستندا إلى أن حوالي مئة ألف شخص يرتادون هذه الجادة ‏كل ليلة وأن مئات الموظفين والعمال سيفقدون عملهم في وقت تتفشى فيه ‏البطالة والكساد التجاري والاقتصادي في البلاد.‏

حكماء المجلس الدستوري وبالاستناد إلى ديباجة دستور عام 1946 أكدوا أيضا ‏على أن قانون العمل الفرنسي يوازن بين حرية العمل ومتطلبات الراحة والحماية ‏الصحية للعاملين.‏

أصحاب المحلات سيواصلون محاربة هذا القانون عبر المراحل الثلاث المتعارف ‏عليها في السعي إلى تغيير الأمر القائم. المرحلة الأولى هي خرق القانون حتى ‏لو كلف ذلك غرامات مالية مرتفعة. ثم اللجوء إلى القضاء رغم أنه بات من ‏الصعب أن تبت المحاكم - بما فيها محكمة النقض - بخلاف ما ارتآه المجلس ‏الدستوري.‏

‏ وأخيرا التوجه إلى المشرع. وفي غضون كل ذلك سيواصل أصحاب المحلات ‏والمخازن ومساندوهم التأثير في أوساط الرأي العام والرسمي عبر وسائل ‏الدعاية والإعلام وغيرها ليقفوا معهم محذرين من مغبة أن يخبو ألق ‏الشانزيليزيه أبرز أنوار عاصمة النور باريس ومناراتها ومعالمها. ‏
‏ ‏