مهام غاية في التعقيد تنتظر رئيس الحكومة الفرنسية، ذلك إنه ينبغي على الاشتراكي مانويل فالس أن يحقق النمو الاقتصادي ويخفض نسب البطالة، كما يجب عليه أن يرفع مستوى المعيشة للطبقات المتوسطة والدنيا.
إعلان
مهام معقدة ومتناقضة في بعض الأحيان وينبغي إنجازها في أجواء من الأزمة والشكوك والترقب حتى داخل المعسكر الاشتراكي حيث قدم مائة نائب اشتراكي أي حوالي ثلث نواب الأغلبية رسالة إلى مانويل فالس مطالبين بتغيير التوجه السياسي للحكومة نحو اليسار ومنبهين إلى أنهم يراقبون تطور توجهاتها السياسية عن قرب.
رئيس الحكومة الجديدة وفي خطاب السياسة العامة أمام البرلمان توجه عمليا إلى كافة الفئات السياسية والاجتماعية والمهنية الفرنسية، فإلى أرباب العمل والشركات تحدث عن ضرورة تطبيق ميثاق التنافسية الذي أطلقه رئيس الجمهورية في بداية العام، والذي يقوم، وفق تحليله، على تخفيض كلفة العمل بما يعادل ثلاثين مليار يورو حتى عام ألفين وستة عشر، وفي حديث إلى الطبقات المتوسطة والدنيا ركز على خلق فرص عمل للشباب وتحسين مستوى المعيشة لأصحاب الدخول المتدنية عبر تخفيض الضرائب المفروضة عليها.
وعود تستدعي نفقات كثيرة، بينما مصادر التمويل التي أشار إليها فالس تقوم على تخفيض نفقات الدولة وميزانيات التأمين الصحي وسلطات الحكم المحلي التي يعتزم تقليص مستوياتها.
سياسيا، تحدث رئيس الحكومة الجديد إلى معارضيه في معسكره الاشتراكي مركزا على بناء الثقة، وإلى المدافعين عن البيئة، حلفائه المبتعدين عنه حاليا، مؤكدا على أن التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة وبناء الاقتصاد الأخضر سيكون من أولويات حكومته، أيضا اعترف بأن المعارضة حققت انتصارا في انتخابات البلدية وأنه راغب في الحوار والعمل معها، كما دعا النقابات إلى إطلاق الحوار الاجتماعي.
انفتاح كبير يفسره تدهور شعبية الرئيس والأغلبية والهزائم الانتخابية التي شهدتها والمنتظر أن تواجهها في الانتخابات الأوروبية. "بدون النمو لا تتوفر الثقة، وبدون الثقة لن نحقق النمو" قال فالس في خطابه، الذي يركز أساسا على ضرورة دعم الشركات وأرباب العمل كمولد وحيد للثروة، والأداة من أجل تحقيق النمو وتخفيض نسب البطالة.
ويبقى أن ميثاق الاستقرار من أجل فرص عمل جديدة وتحسين مستوى الطبقات التي تعاني من الأزمة تبقى تعهدات عامة وغير محددة المعالم مقارنة بميثاق التنافسية الذي يعلن إعفاءات ضريبية محددة، والسؤال الأخير بالتالي، هل يتفق هذا البرنامج مع الأغلبية اليسارية ويرضي معارضيه داخل الحزب الاشتراكي وفي صفوف حلفائهم؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك