خبر وتحليل

شباب"الحيطيست" وإفلاس السياسات العامة في الجزائر

نشرت في:

يقول بعض السياسيين الجزائريين السابقين أو الحاليين من الذين تقلدوا مناصب هامة أو من الذين يتولون حالياً مناصب تؤهلهم لاتخاذ القرارات السياسية وهم يعلقون على ظاهرة الشبان الذين يقفون على أرصفة الشوارع أو فوق جدرانها ويظلون على هذه الحال لساعات طويلة إن كثيرين من هؤلاء الشبان يفعلون ذلك حتى يفرضوا أنفسهم على الآخرين.

الصورة من رويترز
إعلان

ولكن الذين درسوا بدقة ما يسمى ظاهرة الحيطيست" يخلصون إلى استنتاج آخر هو الأقرب إلى الواقع. ولا بد من الإشارة لمن لا يفهم هذه العبارة إلى أنها مشتقة من كلمة "الحائط"، وأنها عبارة دقيقة في معناها السياسي لأنها تعني إفلاس السياسات العامة التي قامت في الجزائر منذ استقلال البلاد حتى الآن في مجالات الاستثمار في الثروات البشرية والطبيعية وفي إعداد استراتيجيات تنموية جادة.

كان هذا الإفلاس وراء تزايد أعداد العاطلين عن العمل في الجزائر. وكانت شريحة الشباب في الجزائر ولا تزال في مقدمة الشرائح العمرية التي تطالها، بسبب هذا الإفلاس، ظاهرتا البطالة وانسداد آفاق مهنية حقيقية في سوق عمل غير مفتوحة على الكفاءات الوطنية وغير قادرة على المساهمة في خلق ثروات البلاد.

وكانت نسبة العاطلين عن العمل من الشباب مرتفعة جداً خلال فترتي الرئيس الجزائري الحالي الأولى والثانية. وبرغم أنها قد انخفضت بعض الشيء خلال العهدة الثالثة، بالقياس إلى ما كانت عليه قبل خمسة عشر عاماً، فإن الذين لا مفر لهم من جدران أرصفة الشوارع حتى يقال عنهم إنهم "حيطيست" لا يزالون ظاهرة من ظواهر المدن والقرى الجزائرية. وبين هؤلاء، كثير من الذين درسوا في الجامعة أو من الذين انقطعوا عن المدرسة لأنهم لم يعودوا واثقين بقدرة التعليم والتأهيل على تسهيل الانخراط في سوق العمل. بل نجد بين شباب "الحيطيست" أحياناً شباناً أميين.

وأياً يكن الفائز في انتخابات أبريل-نيسان الجاري الرئاسية، فإن هذه الظاهرة ستظل رمزاً من رموز إفلاس السياسيات العامة إذا لم يعمد إلى إرساء إستراتيجية تنموية جديدة تقوم على تنويع مصادر الثروة الجزائرية وإعادة النظر رأساً على عقب في طريقة الاستثمار في هذه الموارد عبر التربية والتعليم والابتكار وإدخال هذه الطريقة إلى المؤسسات المتوسطة والصغرى التي ستكون غداً رئة اقتصاد الجزائر إذا كان يراد لها أن تتنفس.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية