قبل ست سنوات وفي مثل هذه الأيام، ولدت منظمة دولية جديدة اطلق عليها اسم الاتحاد من اجل المتوسط على انقاض او امتدادا للقاءات برشلونة التي انطلقت مباشرة بعد مؤتمر مدريد عام واحد وتسعين من القرن الماضي واتفاق اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
إعلان
كان من المفترض ان ترعى تلك اللقاءات عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وتشكل حاضنة لها، وتطورت برشلونة لتفضي الى تشكيل الاتحاد من اجل المتوسط الذي اصبح يضم اضافة الى الدول المطلة على المتوسط، الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
غير ان هذا الاتحاد الذي انطلق تحت سقف عال من الطموحات السياسية والاقتصادية وعلى رأسها ان يتحول الى حاضنة لاتفاقات سلام في الشرق الاوسط او على الاقل الى عامل فاعل في تخفيف الازمات والنزاعات، لم يتجاوز في هذا المجال على الاقل مستوى النوايا واتجهت جهوده الى مجالات اخرى اعتقد انها قادرة على وضع أسسس للتعاون بعيدا عن تشنج السياسة والنزاعات الانية.
ويلتقي في هذا التوجه مع هيئة أخرى انبثقت ايضا عن الخلفيات التي تولدت عنها اتفاقية اوسلو الاسرائيلية الفلسطينية، وهي هيئة المنتدى من اجل السلام الذي ينظم هذه الأيام في باريس بالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط ندوة حول مجالات الشراكة الأورو متوسطية.
هذا المنتدى الذي اسسه اثنان شاركا في رسم اتفاقية اوسلو هما الاسرائيلي عوفر بورنشتاين والفلسطيني أنيس القاق، انعطف هو ايضا مثل الاتحاد من اجل المتوسط الى مجالات بعيدة عن التشنج السياسي، وتقترب من حماية البيئة واقتصاد الطاقة وإدارة الموارد المائية وغيرها من هذه المجالات.
طبعا وبالاتفاق العام، تبقى هذه المجالات على غاية من الاهمية واهتمام الاتحاد من اجل المتوسط ببرامج حماية البيئة والسكان والصحة في شرقي المتوسط او ترميم حي امبابة في القاهرة مثلما قرر الاتحاد مؤخرا، يبقى امرا حيويا بحكم تردي اوضاع الصحة والبيئة والتزود بالمياه في مناطق عديدة من بلدان جنوب وشرقي المتوسط.
استطاع الاتحاد من اجل المتوسط من خلال اهتمامه بهذه المجالات توفير التمويل الضروري الذي كان في غير متناول الحكومات المحلية، ولكن الاكتفاء بمثل هذا الاهتمام، يعني ان الجهد من اجل السلام وفكّ صواعق الازمات ومعالجة ما يجري في بعض بلدان جنوب المتوسط، قد تراجع ان لم نقل خرج من أجندة الاتحاد من اجل المتوسط الذي اذا استمر على هذا النحو قد يتحول الى اتحاد لجمعيات حماية البيئة في بلدان المتوسط بسبب التخوف من تحمّل تبعات دور سياسي فاعل في معالجة أزمات ونزاعات دول المتوسط.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك