خبر وتحليل

السيسي يعيد مصر إلى إفريقيا من الجزائر

نشرت في:

قبل أن ينتخب ثم يؤدي القسم الدستوري في الثامن من الشهر الحالي ليصبح سادس رئيس لمصر، توقع أكثر من مهتم بالشأن المصري أن يخصص عبد الفتاح السيسي أول زيارة له إلى الخارج، للمملكة العربية السعودية التي دفعت بثقلها لدعم فك ارتباط مصر بحكم الإخوان المسلمين.

الصورة من رويترز
إعلان

 

عبد الفتاح السيسي اكتفى بلقاء في مطار القاهرة مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو في طريق عودته إلى بلاده من زيارة خاصة إلى المغرب وقرر أن تكون أول زيارة له خارج مصر، إلى الجزائر باعتبارها محطة مفصلية على الأقل برأي السيسي، لأنها تشكل مفتاحا لأكثر من عقدة إستراتيجية في المرحلة المقبلة من ولايته.
 
فزيارة الجزائر تأتي قبل يومين من انعقاد القمة الإفريقية في مالابو التي تعود إليها مصر بعد تجميد عضويتها العام الماضي والي سيلقى أمامها الرئيس المصري خطابا يرسم معالم سياسة مصر الخارجية والإفريقية خاصة وان مصر من مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية ووريثها الاتحاد الافريقي.
 
لكن الأهم في هذا القمة يتجاوز مثل هذه الخطاب وهذه العودة، الأهم هو اللقاء المنتظر بين الرئيس المصري ورئيس الحكومة الأثيوبي لبحث قضية الخلاف حول سد النهضة الأثيوبي على نهر النيل، وهذه القضية التي تضعها مصر على رأس الاهتمامات الإستراتيجية تعيد إلى الأذهان تعاطي الرئيس المصري السابق الإخواني  محمد مرسي مع هذه القضية بكثير من عدم الاهتمام أوحت إلى الأثيوبيين أن مصر لا تعترض على المشروع الأثيوبي.
 
ولهذا السبب فان عبد الفتاح السيسي يرغب في العودة إلى القاهرة بعد مشاركته في القمة الإفريقية، وفي حقيبته موافقة أثيوبية على التخلي عن مشروع سد النهضة على نهر النيل، وبالنظر للعلاقات الوثيقة بين الجزائر وأديس أبابا، فدعم الجزائر في ترجيح مثل هذا الاتفاق دفع  السيسي أن يضع هذا الدعم على رأس نقاط البحث خلال زيارته إلى الجزائر.
 
أما القضية الثانية والتي لا تثير اهتمام مصر فقط وإنما دول الجوار الليبي، فتتعلق بالتهديدات الأمنية الحقيقية التي يشكلها انتنشار الجماعات المسلحة وأعمال العنف وحالة عدم الاستقرار في ليبيا وهي تهديدات عابرة للحدود باتجاه دول الجوار التي تبدو الجزائر وهي من ضمن دول الجوار الليبي، الأقدر بحكم تجربتها في مقاومة الإرهاب وضبط الحدود، والأكثر قدرة على دعم أي جهد إقليمي في مقاومة العنف العابر للحدود كما يؤكد ذلك دورها في دعم جهد تونس في مواجهة الجماعات المسلحة والإرهابية، ومصر مقبلة كما تشير أحداثها الداخلية على مرحلة مواجهة للعنف الداخلي على الأقل خلال فترة إعادة التوازن التي سيكون على عبد الفتاح السيسي أن يبدأ بها عهدته الرئاسية.
 
والاهم في رحلة السيسي بحثا عن دعم الجزائر هو أنها أوحت أن مصر السيسي تريد فتح أبوابها على إفريقيا لأنها تعتقد أن  أبواب العالم العربي بدت مهجورة بفعل انتشار العنف والاقتتال الطائفي والارتداد العام إلى الخلف.

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية