في خضم الاهتمام العالمي بالتطورات الأمنية في العراق وصحوة الضمير حول مخاطر امتداد الإرهاب التي أحدثها التقدم الميداني لمسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة ب "داعش "، صدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما موقف قد يكون بداية تحول جذري في تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الملف السوري .
إعلان
باراك أوباما قال "لا توجد معارضة معتدلة داخل سوريا قادرة على هزيمة بشار الأسد"، موضحاً أن إدارته "استهلكت وقتاً كبيراً في العمل مع المعارضة السورية المعتدلة ، وان الرهان عليها للإطاحة بالأسد يبدو أمراً غير واقعي، وضرباً من الـ «فانتازيا».
ستة أسابيع تقريبا مرت على زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا واشنطن، حظي خلالها بمراسم استقبال تشبه استقبال الرؤساء وألتقاه أركان الإدارة الأميركية على رأسهم الرئيس باراك أوباما ، وغادر العاصمة الأميركية بوعود بتزويد المعارضة أسلحة فتّاكة جعلته يرسم سيناريوهات متفائلة لحسم المعركة ضد النظام . ولكن الأسلحة لم تصل والنظام نظم انتخاباته وحظي بمبايعة جديدة ،إذا صدقت الأرقام التي خرجت من صناديق الاقتراع وإذا استعدنا في الذاكرة مشاهد احتشاد ألاف النازحين السوريين إلى لبنان أمام السفارة أيام الاقتراع وقوافل سيارات وباصات المتوجهين إلى منطقة اليرزة حيث توجد السفارة للإدلاء بأصواتهم.
يلوم كثر الرئيس الأميركي على تردده في اتخاذ قرار في السياسة الخارجية وفي الثبات عليه . وما كلامه الأخير عن خيبة أمله من الرهان على ما يصفها بالمعارضة المعتدلة وعدوله الصيف الماضي عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد سوى التأكيد العملي لتأرجح الإدارة الأميركية أو على الأقل لمجاراة العاصفة والإنحاء أمام رياحها عوض مواجهتها .
تصريحات أوباما اعتبرها البعض تخليا عن الجربا ومن يمثل، والبعض الآخر رأى فيها تراجعا عن وعود تسليح المعارضة ،والأكثر تشاؤما من بين هؤلاء نعى بكل بساطة إستراتيجية الإطاحة بنظام الأسد . وقد تكون كل هذه التحليلات تندرج في سياق منطق يقول، إن واشنطن تتجه في ضؤ المعطيات التي أفرزتها هجمة داعش في العراق وقدرة الأسد على استعادة المبادرة، إلى إعادة رسم سياسة جديدة لا تستبعد التعامل مع النظام القائم في دمشق سياسيا لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة ،ومع جيش هذا النظام امنيا لاستكمال الحرب العالمية على الإرهاب التي بدأها جورج بوش الابن في أفغانستان وبعدها في العراق . وها هو العراق يعود بعد 11 عاما ساحة هذه الحرب التي يبدو الأسد الابن شريكا طبيعيا فيها بعدما كان الأسد الأب شريكا في حرب العام 2003.
المسالة مسألة وقت ، وقد يتحدد وقت معركة الحسم في ضؤ جولة وزير الخارجية الأميركية جون كيري ولقاءاته المتعددة هذه الأيام لحشد تحالف غربي وعربي جديد إلى جانب واشنطن وأيضا لتحضير الحلفاء لضم دمشق مجددا إلى صفوفهم مع حفظ ماء الوجه .
ملامح التحالف الدولي ترتسم مجددا والفضل ربما لداعش .
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك