خبر وتحليل
مواطنو الاتحاد الأوروبي أكثر فاعلية من مؤسساته في التعاطي مع النزاع بين إسرائيل و"حركة حماس"
نشرت في:
استمع
عديدة هي المبادرات التي ظهرت في الأيام الماضية والتي يحاول القائمون بها تطويق النزاع المسلح بين إسرائيل حركة حماس . لكن غياب الدور الأوروبي فيها واضح تماما منذ انطلاقها حتى اليوم لعدة أسباب أهمها أن الأطراف المؤهلة للاضطلاع بمثل هذا الدور هي الدول الأوروبية.
إعلان
ولكن هذه الدول لم تكن قادرة حتى الآن تجاوز عائق يحول دونها ودون التوسط بين إسرائيل وحركة "حماس" لسبب بسيط هو أنها لا تتعاطى مع حركة حماس لأنها تضعها في قائمة المنظمات الإرهابية شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة الأمريكية.
ما يبدو بارزا في الموقف الذي أعربت عنه دول الاتحاد الأوروبي من خلال البيان الصادر عن وزراء خارجية دول الاتحاد يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، أن هذه الدول تحمل عموما حركة "حماس" مسؤولية التصعيد وتتهمها باستخدام السكان المدنيين في قطاع غزة كدروع بشرية. وحتى يتجنب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التهمة التي توجه منذ سنوات إلى الاتحاد الأوروبي والتي يقول أصحابها فيها إنه لا تأثير له في القرارات المتصلة بملف الشرق الأوسط ، حاولوا الظهور بمظهر الطرف الذي يتفهم إلى حد ما - وبشكل غير مباشر- بعض مطالب حركة حماس فدعوا لفتح "نقاط عبور للمساعدة الإنسانية" و"تنقل " السلع والأشخاص" من غزة إلى خارجها ومن خارج القطاع إليه. وفي ذلك إشارة ضمنية لطلب ما انفكت تلح عليه حركة "حماس" هو فتح المعابر لاسيما مع مصر.
وهناك اليوم شبه إجماع لدى المحللين السياسيين على أن غياب سياسة أوروبية موحدة غيب الدور الأوروبي في محاولة تطويق النزاع المسلح بين إسرائيل وحركة " حماس" وحال دون بلورة موقف أكثر فاعلية من الموقف الرسمي الأوروبي الحالي. ولكنهم يرون في الوقت ذاته أن التنافس الحاد القائم اليوم بين دول الاتحاد الأوروبي لاستكمال قيادات مؤسسات الاتحاد الأوروبي أضعف إلى حد كبير إمكانية بلورة مبادرات وساطة أوروبية جادة من الناحية الرمزية على الأقل تتعامل مباشرة مع إسرائيل وبشكل غير مباشر مع حركة حماس.
ويقوم التنافس أساسا في هذا السياق حول الشخصية التي ستخلف كاثرين أشتون مسئولة الاتحاد الأوروبي والمكلفة بملفي العلاقات الخارجية والأمن. وإذا كانت إيطاليا التي تتولى منذ بداية الشهر الجاري رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية ترغب في استبدال أشتون بوزيرة الخارجية الإيطالية الحالية فيدريكا مغريني ، فإن من بين الأسماء التي يتكرر الحديث عنها لخلافة السيدة أشتون اسم إليزابيت غيغو رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الفرنسي.
وإذا كان هناك طرفان أوروبيان يسعيان اليوم جاهدين إلى سد بعض الفراغ الذي يبدو واضحا في تعاطي الاتحاد الأوروبي مع النزاع بين إسرائيل وحركة " حماس" ، فهما البرلمان والشارع الأوروبيان . فقد تعالت داخل البرلمان الأوروبي وفي المظاهرات الكثيرة التي تنظم منذ أيام في عدة عواصم أوروبية، أصوات تؤكد مجددا بأن ما يحصل اليوم في غزة وإسرائيل أمر معد للتكرار طالما لم تنخرط أوروبا وإسرائيل والأسرة الدولية كلها في مشروع ينهي الاستيطان والاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك