خبر وتحليل

غزة واللعبة السياسية الداخلية في فرنسا !

نشرت في:

كثير من التساؤلات يثيرها موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أحداث غزة، ويستغرب البعض من أن رئيس أول دولة غربية فتحت سفارة لفلسطين على أراضيها، يركز، اليوم، على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس، دون الحديث بالقوة ذاتها عن عنف الهجوم الإسرائيلي وضحاياه من سكان غزة.

الصورة من رويترز
إعلان

 

وتزداد التساؤلات مع قرارات الحكومة الفرنسية بمنع بعض مظاهرات التضامن مع الفلسطينيين في العاصمة باريس، البعض يطرح السؤال، هل يشكل الموقف الرسمي الفرنسي مما يحدث في غزة تغييرا في السياسة الخارجية الفرنسية ؟.
 
ربما كان من الأجدى النظر إلى هذا الملف من زاوية السياسة الداخلية الفرنسية، وتحديدا، في ظل نتائج الانتخابات الأوروبية الأخيرة، حيث شكل صعود حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف إلى الموقع الأول أمام اليمين التقليدي، بينما تراجع الحزب الاشتراكي الحاكم إلى الموقع الثالث صدمة سياسية كبيرة، دفعت بلا شك برئيس الجمهورية للتساؤل عن فرصه في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017 وعن أفضل الإستراتيجيات التي تسمح له بذلك.
 
هولاند الذي يواجه انهيار شعبيته في استطلاعات الرأي يدرك جيدا أن فرصته الوحيدة للبقاء في الإليزيه تكمن في تكرار سيناريو شيراك ـ لوبن في انتخابات 2002، أي مواجهة مرشح اليمين المتطرف في الجولة الثانية وتعبئة الأغلبية التي ترفض هذا التيار يمينا ويسارا لصالحه، مما يستدعي وصول فرانسوا هولاند ومارين لوبن إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2017، ويجب بالتالي دفع أسهم لوبن، بعض الشيء، على حساب اليمين التقليدي، والبحث عن أصوات جديدة هجرت الاشتراكيين مؤخرا.
 
وما هو موقع غزة ومظاهرات التضامن مع الفلسطينيين في هذه الخريطة ؟
 
هذه القضية قد تسمح للرئيس الفرنسي باصطياد عصفورين بحجر واحد، ذلك إن المظاهرات المحظورة، دعت إليها بعض جمعيات المهاجرين وقوى اليسار المتطرف التي تثير مخاوف واستياء قطاعات من الفرنسيين ما زالوا يصوتون لليمين التقليدي ويتخوفون، في الوقت ذاته، من قوى الإسلام المتطرف، كما يعتقدون أن المهاجرين يشكلون خطرا على فرنسا، واشتعال أزمات سياسية، ولو كانت مفتعلة، مع هذه الأطراف، يدفع بأعداد متزايدة من هؤلاء الناخبين إلى أحضان اليمين المتطرف، كما أن منع هذه المظاهرات وتصريحات الرئاسة بشأن الحرب على غزة، يمكن أن تعيد إلى الاشتراكيين قطاعات كبيرة من الناخبين اليهود الذين هجروا اليسار وصوتوا لصالح الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية