خبر وتحليل
آخر تحديث: 31/07/2014
جوريس والحرب في العصر الراهن
الفرنسيون من اليسار واليمين والوسط، يحيون هذه الأيام مئوية اغتيال جان جوريس زعيم الاشتراكيين الفرنسيين أسلاف الحزب الشيوعي الفرنسي في بداية القرن الماضي.
والجميع يمينا ويسارا يحيون هذه الذكرى وكأن جوريس قد انتقل مع الزمن من زعيم اشتراكي تعاظمت في عهده لكمات اليمين ضده إلى حد الاغتيال، إلى زعيم فرنسي بقطع النظر عن انتمائه.
وإذا كانت تختفي وراء التنافس بين الجميع على إحياء مئوية اغتياله، نوايا انتخابية في غياب برامج قادرة على فتح طريق المستقبل، فجوريس الذي كان بسقوطه اغتيالا بسبب حملته لمنع اندلاع الحرب العالمية الأولى التي كان أول قتيل فيها، لم يفقد بريق نهجه حتى بعد مرور مائة عام عن موته أي مناهضة الحرب لأنه كان يعتقد أن السياسة تعلو عن الموت وان الدبلوماسية يمكن أن تقدم الحل بأقل الخسائر.
وهذه القاعدة التي أدى فقدانها إلى حروب القرن الماضي بداية من الحرب العالمية الأولى والثانية وحرب فيتنام وغيرها من حروب أدت إلى كوارث وقتلى، لا تزال مهملة كما كانت عليه قبل مائة عام بل تحولت إلى قاعدة عكسية تقول إن الحرب هي السياسة بوسائل عنيفة مع فارق هام وهو أن الحرب اليوم ليست حلا للمشكلة لأنها هي المشكلة ذاتها بسبب أن الحرب لم تعد بين جيشين متقابلين بل تدور رحاها وسط السكان المدنيين ولا تميز بين العسكري والمدني. بل إن العسكري بحكم الوسائل التكنولوجية الحديثة يخوض الحرب عن بعد بينما المدني يتلقى الضربات والقصف والموت عن قرب، وهي بالنتيجة حرب أهلية.
ويكفي أن نستحضر ما يجري في الصومال والعراق وسوريا وليبيا وحتى أوكرانيا وغيرها من المناطق والبلدان حتى نرى أن الحرب لم تعد آخر الأبواب بعد فشل السياسة بل هي تحولت إلى أول الطرق والبديل عن الحوار والسياسية والدبلوماسية، أعتى مما كانت عليه في عهد جان جوريس.
مواضيع ذات صلة
تشكل زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى …
انطلقت منذ أيام في تونس حملات الانتخابات البلدية وذلك بعد …
في السادس عشر من شهر أبريل نيسان عام 2017، استطاع سمح …
عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دائرة الضوء في …
عودة مناخ من الحرب الباردة في نيويورك، واشنطن، باريس …
في القاموس السياسي الفرنسي، دأبت وسائل الإعلام على استخدام …
تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين واشنطن وبكين وذلك …
تكتسي قمة موسكو التي انعقدت منتصف الأسبوع المنقضي والتي …
انتهت الجولة الأولى من الاحتجاجات الفرنسية على المشاريع …
أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن المملكة لا …
انطلقت في فرنسا حقبة من الاحتجاجات الاجتماعية الصاخبة …
يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيريه التركي أردوغان …
هلل الغرب للبيشمركة الكرد الذين لعبوا دور الحلفاء …
أفاقت المغرب خلال الأسبوع المنقضي من جديد على وقع حادثة …
يعود تمثال مدينة سطيف الجزائرية من جديد إلى واجهة الأحداث …
لا صوت يعلو فوق صوت الأزمة" هو عمليا الشعار الذي ترفعه …
يسود الترقب حول العالم وخصوصاً في الشرق الأوسط أبرز مسارح …
عملية احتجاز رهائن في متجر في جنوب فرنسا، ومنفذ العملية …
قد يكون هذا السؤال سابقا لأوانه خاصة وأن المشهد الحالي لا …
تعليقات