خبر وتحليل

مهمّة المفوضيّة الأوروبية المقبلة بحسب جان كلود يونكر؟

نشرت في:

الأسبوع الأوروبي المنصرم شهد الإعلان عن تشكيلة المفوضيّة الأوروبية الجديدة التي يترأسها جان كلود يونكر والتي ستتسلم مهامها اعتباراً من أول تشرين الثاني المقبل، فكيف يرى يونكر مهمّة مفوضيّته؟

الصورة من رويترز
إعلان

لأنّ جان كلود يونكر، رئيس وزراء اللوكسمبورغ سابقاً، يُعدّ من القادة الأوروبيين المخضرمين والعارفين في خفايا وتفاصيل عمل المؤسّسات الأوروبية، فإن المطلوب والمنتظر من المفوضيّة الأوروبية المقبلة برئاسته كثيرٌ جداً.

فكثيرة هي التحدّيات التي تنتظر مفوضيّة يونكر داخلياً وخارجياً. الاتحاد الأوروبي لم يخرج بعد من نفق الأزمة المالية والاقتصادية. عجلة النموّ بطيئة أو متوقفة، البطالة لا تزال في أعلى مستوياتها والعجز في الموازنات أو استفحال الديون يتربّص ببعض الحكومات ويهدّد باندلاع أزماتٍ اجتماعية وسياسية في عدد من الدول الأوروبية، الصغرى كما الكبرى.

هذا داخلياً، أما على المستوى الخارجي، فإن الأزمة الأوكرانية أعادت طرح قضيّة الأمن في أوروبا، مهدّدة بالعودة إلى زمن الحرب الباردة ومرحلة ما قبل انهيار جدار برلين، ومضاعفة أعباء المشاكل الاقتصادية الأوروبية، بسبب واجب الردّ على روسيا عبر عقوبات موجعةٍ للطرفين.

وخارجيّاً دائماً، على الاتحاد الأوروبي ومؤسساته الرئيسيّة، وفي الطليعة المفوضيّة الأوروبية، الاستعداد للمشاركة في المواجهة العالمية مع ظاهرة "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا" وتداعيات هذه الظاهرة المحتملة إقليمياً وأوروبياً ودولياً، ولاسيما تلك المتمثلة ب"قنابل الجهاديين الأوروبيين الموقوتة"، في حال عودة هؤلاء يوماً إلى بلدانهم الأوروبية.

جان كلود يونكر واع ٍ لكلّ هذه التحدّيات، وقد أعلن صراحة أنه لا يبدأ ولايته على رأس المفوضيّة الأوروبية قائلا "إن كلّ شيء بخير وعلى أحسن ما يرام". إنه اعترافُ السياسي المحنّك والخبير. ولذلك، فهو يريد التركيز على تنشيط دينامكية عمل المفوضيّة وتغيير سلوك المفوّضين الجدد.

يونكر ينوي خصوصاً التقليل من بيروقراطية مؤسّسة بروكسل الأم وإضفاء الطابع السياسي على أنشطتها ومهام أعضائها. إنه يريد الاستفادة، إلى أقصى الحدود، من خبرات شخصياتها وهم في غالبيتهم رؤساء حكومات أو وزراء سابقون.

ولأنّ يونكر يريد أن يتميّز الاتحاد الأوروبي بأدائه على الساحة العالمية، فهو سيسعى إلى تعزيز دوره وتقوية نفوذه، ولكن ذلك يمرّ برأيه أولا عبر تقريب مؤسسات الاتحاد الأوروبي من المواطنين الأوروبيين. فالاتحاد الأوروبي يكون قوياً وصلباً بثقة أبنائه.

"إنها الفرصة الأخيرة أمام أركان المفوضيّة الأوروبية المقبلة"، قالها يونكر صراحة...أي الفرصة الأخيرة لاستعادة ثقة المواطن الأوروبي بالاتحاد وإلا...

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية