بعيدا عما إذا كانت إيران قد نأت بنفسها مجبرة أم مختارة، عن التحالف الدولي الذين يشن حربا على تنظيم "داعش" والجماعات المماثلة في العراق وسوريا، فان إيران تبقى شاءت أم لا، جزءا من المواجهة والصراعات في الإقليم ليس فقط في مواجهة تنظيم "داعش" ومن معه، وإنما في كل بؤر الصراع القائمة من اليمن وحتى لبنان مرورا بالعراق وسوريا ومنطقة الخليج وغزة.
إعلان
لكن دور إيران في كل بؤر الصراع هذه، ينطلق ويبقى حبيس ثلاثة محاور رئيسية وهي: أولا المفاوضات الجارية حول برنامجها النووي وهي مفاوضات إذا لم تنته في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل باتفاق نهائي، فان إيران ستعود إلى المربع الأول بما يحمله من عقوبات دولية وحصار لحضورها في الإقليم.
وتعتقد إيران بكثير من التفاؤل بعد أكثر من تسعة أشهر من المفاوضات حول برنامجها النووي أنها حققت أو على وشك أن تحقق اختراقا هاما في صف مناهضي برنامجها النووي، والمحور الثاني يتمثل في الهدف الاستراتيجي الإيراني المعلن منذ سنوات وهو قيادة النظام الأمني الإقليمي بصورة تمسك معها طهران بمفاتيح الأمن في منطقتي الخليج والشرق الأوسط سواء بالشراكة مع دول الجوار أم بمفردها.
وتعتقد إيران أنها حققت في هذا المجال شوطا هاما ليس فقط في الخليج والعراق وسوريا وإنما أيضا في اليمن، أما المحور الثالث فيتمثل في السير على حد السيف في منطقة تتنازعها الانتماءات الطائفية لان إيران في الوقت الذي توظف حضورها في المنطقة لدعم وحماية الأقرب إلى القلب، لا ترغب في أن تتحول طموحاتها الإقليمية إلى تخندق طائفي وتحديدا إلى صراع بين الشيعة والسنة، والدعم الإيراني لحماس في غزة يدخل في هذا المجال.
وأيا كانت المواقف والنوايا، فان الرياح تجري الآن في الإقليم بما تشتهيه السفن الإيرانية، وبالنتيجة فان ضربات التحالف الدولي لمواقع "داعش" في سوريا والعراق حتى وان لم تشترك فيها إيران مباشرة، فإنها تخفف بالنتيجة الضغط على حلفاء إيران وتدفع بمن لا يبدى رضا لتمدد نفوذها، إلى التراجع والاصطفاف وراء قوى من خارج الإقليم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك