خبر وتحليل

11 أيلول أوروبي...؟؟؟؟

نشرت في:

ماذا بعد الضربات العسكرية ضدّ تنظيم داعش في العراق وسوريا؟أهمّ ما في هذا السؤال، كما يُطرح حالياً في أوروبا، لا يتعلق بمصير الشعبين العراقي والسوري أو بنظاميهما السياسيّين، بقدر ما يتعلق بأمن المجتمعات الأوروبية بعد القضاء على خطر تنظيم الدولة الإسلامية في المشرق، هذا في حال نجاح الولايات المتحدة وتحالفها الدولي بالطبع في إزالة هذا الخطر.

رويترز
إعلان

ولكن، ومع تسليم الأوروبيين بهذا الاحتمال، أي الانتصار على تنظيم داعش، فإن همّهم يتمحور حول كيفيّة مواجهة تدفق الناجين من الأوروبيين، بعد عودتهم، من القتال بصفوف هذا التنظيم تحت راية الجهاد، وهم يُعدّون، وفق آخر التقديرات، بثلاثة أو أربعة آلاف؟

تقول الأجهزة الأمنية الأوروبية المختصّة إن العديد من "جهاديّي" العراق وسوريا قد بدأوا بالعودة إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا، وأخشى ما تخشاه هذه الأجهزة هو أن يتواصل جهاد هؤلاء في أوروبا وإنما بوسائل مختلفة على غرار ما أقدم عليه مهدي نمّوش في المتحف اليهودي ببروكسل.

وما يعزز هذه الخشية الأوروبية: نتيجة دراسة جدّية للجيش النرويجي أفادت مؤخراً بأن جهادياً من أصل تسعة مستعدّّ، بعد عودته، لتوجيه سلاحه ضد البلد الذي يحمل جنسيته. وهنا يذكر المحللون للظاهرة الجهادية الحديثة بما حصل في الجزائر مثلا على أثر الهزيمة السوفيتية في أفغانستان وبما تمخضت عنه الحرب الأفغانية من اعتداءات لتنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة.

وعليه، فإن تهديد العائدين من القتال في العراق وسوريا، اليوم وغداً، لا يقل خطورة عن تهديد "أفغان" الأمس، إن لم يكن أكبر وأعظم ولاسيما أن الأوروبيين أو الأميركيين الذين شاركوا في القتال بأفغانستان لم يتجاوز عددهم المائة، في حين أنهم يُعدّون بالآلاف في العراق وسوريا.

ولذلك فإن الخطر أكبر والخوف أعظم في ظل اعتراف قوات الشرطة في كل أنحاء أوروبا بوجود خشية فعلية من أن يخرج الوضع عن السيطرة، لأن الأجهزة الأمنية عاجزة عن ملاحقة ومراقبة واعتراض هذا العدد من القنابل البشرية الموقوتة والقابلة للانفجار في أيّ مكان وزمان.

ولهذا تحديداً، فإن أوروبا تجد نفسها عاجزة أو غير جاهزة للتصدّي لمثل هذا الخطر ولاسيما أنها مقيّدة بتشريعاتها وقوانينها التي تقدّس الحرية الشخصية والحقوق الفردية...إلى حين... وقوع ما بات يخشاه الجميع والذي قد يأتي على شكل 11 أيلول أوروبي.
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية