في أسبوع واحد أقدمت إسرائيل على هدم محطة وشبكة لتوزيع الكهرباء في إحدى بلدات الضفة الغربية، كما أطلقت خطة جديدة لبناء أكثر من ألفين وستمائة وحدة سكنية في أحد أحياء القس الشرقية.
من هنا الاعتقاد في الأروقة الدبلوماسية في بروكسل بأن الحكومة الإسرائيلية تبني وتدمر في الأراضي المحتلة منذ العام 1967 كما تشاء، غير آبهة لا باستياء أميركي ولا باحتجاج أوروبي ولا بانتقاد دولي. ولكن ماذا عن الاحتجاج الأوروبي تحديداً؟
جهاز الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي أصدر بياناً أدان فيه المشروع الاستيطاني الجديد في القدس الشرقية. فجهاز آشتون يرى بأن مثل هذه الإجراءات الإسرائيلية لا يخدم السلام ولا الحل المبني على مبدأ الدولتين. إلا أن الموقف الأوروبي، وعلى الرغم من قوة نبرته، لا يتعدى عتبة التحذير من تداعيات محتملة على العلاقات المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وكأن في هذه التحذيرات المتكررة تشجيع للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الاستمرار في قضم واستيطان الأراضي المحتلة، إلى حين القضاء على حل الدولتين. هذا على الأقل ما يلاحظه المراقبون في بروكسل على اعتبار أنه في كل مرّة كانت تطرح فيها مسألة مقاضاة أو معاقبة إسرائيل على المجلس الأوروبي، كان الانقسام بين الأعضاء الثمانية والعشرين سيّد الموقف. عليه، فهل من أمل في تبدّل هذا الموقف؟
يقال إن الأمل قد يأتي مع التغيير. وفي نهاية الشهر الجاري نحن على موعد مع وصول وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني إلى رئاسة الدبلوماسية الأوروبية خلفاً لكاترين آشتون، ولكن، هل يحمل هذا الموعد أملا ما في تغيير أوروبي ممكن تجاه السياسة الإسرائيلية؟
الإجابة عن هذا السؤال ليست سهلة ولاسيما أن التعليقات الأوروبية والإسرائيلية على تعيين موغيريني كممثلة عليا للسياسة الخارجية قد جاءت بإيحاءات متضاربة.
فمن "موغيريني صديقة لإسرائيل" إلى التساؤل حول ما إذا كان تعيينها "جيّد" بالنسبة للدولة العبرية(؟) لم تحسم ردود الفعل هذه أمر تبدّل الموقف الأوروبي من إسرائيل مع وصول وزيرة خارجية جديدة إلى بروكسل.
لأكيد هو أن تعيينها قوبل بحذر وتحفظ في تل أبيب ولاسيما أنها كانت اتهمت في الماضي بنيامين نتنياهو باعتماد سياسة القوة وعرض العضلات ضد الفلسطينيين لأغراض انتخابية وسياسية بحتة. ولكنّ هذا الكلام كان صدر قبل أن تصبح موغيريني ممثلة عليا للاتحاد الأوروبي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك