مع تفاقم الوضع في هونغ كونغ وتدحرج التحرّكات الطلابية نحو المواجهات والاشتباكات العنيفة احتجاجا على إعلان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، السماح بانتخاب مباشر لرئيس الحكومة في هونغ كونغ، في العام 2017، مع الاحتفاظ بالحق في مراقبة الترشيحات، تكون الصين في مواجهة ما يعتبره أغلب المحللين السياسيين "أكبر تحد سياسي، واقتصادي، وأمني، منذ أحداث ساحة تيانمين في بيكين في العام 1989".
الصين التي ترفض السماح بإجراء انتخابات حرّة في هونغ كونغ، حيث ستتولى هيئة موالية لبكين، مؤلفة من 1200 شخص، مهمة تحديد المرشحين، وتغضّ الطرف عن تعنّت رئيس الحكومة لونغ شونغ وتصعيده ضد المحتجين لا تضمن مطلقا ألاّ تتحوّل مظاهرات طلاّب لا يزال بالإمكان تطويق نطاقها، بالحوار والاستجابة لبعض مطالب المتظاهرين، إلى كرة الثلج أو إلى الحمى التي قد تنتقل عدواها إلى البلد الأم.
فبكين التي تصلّب موقفها، تخشى من أن يشجع هذا الحراك الانفصاليين الآخرين في مناطق أخرى في البلاد كالتبيت أو الأويغور، مما دفعها إلى دعم إجراءات شرطة هونغ كونغ الأمنية الحازمة التي اتخذتها ضد
المتظاهرين واستخدامها الغاز المسيل للدموع، وحظر أهم وسائل التواصل الاجتماعي، منعا لانتشار أخبار وصور الحركة الداعية إلى الاستقلال في هونغ كونغ.
لا يجانب الناشط الصيني البارز والفنان اي واي واي، الصواب حين يُصرّح بأن " ما يحدث هناك لا يتعلّق بمستقبل هونغ كونغ فحسب، بل يعكس مستقبل الصين أيضا ".
بيكين التي تراقب المواقف الأمريكية والغربية المتعاطفة والموظّفة للأحداث في هونغ كونغ، سعيا إلى عزلها سياسياً، وتعطيل دورها لإدارة ملفات عالقة أخرى، حذّرت، وبشدة، أولئك الذين يريدون استيراد ونشر ما اعتبرته "ثورة ملونة" في الصين القارية، انطلاقا من هونغ كونغ، معتبرة ذلك مجردّ وهم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك