خبر وتحليل

تركيا بين أحلام الإمبراطورية وعضوية الأطلسي

نشرت في:

بينما تسقط مدينة كوباني في أيدي مقاتلي تنظيم داعش، تكتفي تركيا بدور المراقب للأحداث التي تدور على حدودها، بالرغم من أن البرلمان التركي أعطى أردوغان تفويضا للقتال ضد تنظيم داعش داخل الأراضي السورية والعراقية، والرئيس التركي أعلن أن بلاده ستشارك في الحملة الدولية ضد الإرهاب إلى جانب حلفائها في الحلف الأطلسي.

الصورة من رويترز
إعلان

 لكن التحرك التركي يقوم على مبدأ، يقول بأن تنظيم داعش ونظام بشار الأسد في السلة ذاتها، وأن أنقرة لن تحارب التنظيم الإسلامي المتطرف لكي تتجنب تعزيز النظام السوري، كما أعلن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، وهدف الحكومة الرئيسي في هذه المواجهة هو إقامة منطقة حظر جوي داخل الأراضي السورية وعلى طول الحدود بين البلدين لاستقبال اللاجئين السوريين وإقامة معسكرات للمعارضة السورية المعتدلة، وفقا للتصريحات التركية.

 
وإذا كانت أنقرة قد عقدت صفقة مع تنظيم داعش لإطلاق سراح رهائنها، فإنها لم تخرج بذلك عما تقوم به أغلب الدول الأوروبية والغربية في ظروف مشابهة، بينما يبقى السؤال الرئيسي على رفض القيام بأي تحرك ضد تنظيم متطرف يهيمن على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وأصبح اليوم على حدودها ؟ وتحديدا، ربما كانت الإجابة في طبيعة هذه الحدود، حيث الأراضي التي يسعى الأكراد لإقامة إدارة ذاتية عليها، وحاليا يقوم تنظيم داعش بتقليص وتحطيم قدرات الأكراد العسكرية، وينفذ عمليا الخطوة الأولى لإقامة الحزام العازل الذي يريده أردوغان، بتنظيف المنطقة من أي قوى عسكرية، يمكن أن تزعج تحرك الجيش التركي لإقامة منطقة الحظر الجوي.
 
الإجابات يمكن أن نجدها أيضا على مستوى آخر، عند وضعها في إطار المنافسة الكبرى التي تخوضها تركيا لتصبح القوة الإقليمية المهيمنة، منافسة تدور، أساسا، مع إيران وبصورة ثانوية مع السعودية، وهنا يمكن أن يصبح تنظيم داعش ورقة مفيدة في يد أنقرة، على المدى الطويل، للتلاعب في موازين القوى القائمة ليس فقط في العراق وسوريا وبالتالي إيران، بل وأيضا في منطقة الخليج والجزيرة العربية.
 
الصعوبة الرئيسية التي يواجهها أردوغان في هذه اللعبة هو أنها تقوم على توازن دقيق وصعب للغاية بين أحلامه وأحلام أنصاره في إحياء الإمبراطورية العثمانية وما يستدعيه الأمر من تحالفات قد لا تكون نظيفة دائما، وبين تحالفاته القائمة بالفعل مع الولايات المتحدة، ورغبته في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.
 
فهل سيتمكن الرئيس التركي الإسلامي من السير هذا الحبل وسط زلازل المنطقة دون أن يفقد توازنه ويسقط ؟
 
 
 
 
 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى
  • Image carrée
    08/06/2023 02:53
  • Image carrée
    07/06/2023 02:45
  • Image carrée
    06/06/2023 02:43
  • Image carrée
    05/06/2023 02:33
  • Image carrée
    04/06/2023 03:07