انتخابات انفصاليي أوكرانيا شَرعنة الانفصال دون الحاجة إلى موسكو
نشرت في:
المدفع مقابل المدفع، وصناديق الاقتراع مقابل مثيلاتها على المقلب الثاني المضاد، تلك هي إستراتيجية انفصاليي أوكرانيا الذين يواصلون عمليات قصفهم المتبادل مع القوات الأوكرانية المتحصنة في مطار دونيتسك ومحيطه، وأيضاً في منطقة أخرى غير بعيدة عن المطار. وصناديق الاقتراع تفتح هي أيضاً لترد على صناديق اقتراع أوكرانيا، كييف، التي أفرزت فوزاً للموالين للغرب.
انتخابات انفصاليي أوكرانيا اليوم معروفة النتائج سلفاً، والهدف منها معروف أيضاً وهو تكريس أمرٍ حاصلٍ أو التأكيد على صحة إعلان أحادي الجانب عنوانه " جمهورية دونيتسك".
فُتحت صناديق الاقتراع فالتزمت روسيا الصمت الدبلوماسي، لم ُتظهر أي دعم مباشر وصريح لتوجه الانفصاليين كما كانت فعلت قبلاً، ولم يتخطَّ أعلى سقف تصريحات روسية في أيام التحضير للانتخابات الدعوة إلى الالتزام بالحوار بين كييف والانفصاليين، الحوار الجدي- تقول روسيا- وقد سَتَرَتْ كلمة "جدي" ما أُريد سٍتْرُه من نوايا. إنها الإستراتيجية الروسية بتمرير هذه الانتخابات دون عوائق إعلامية أو دون أي استفزاز من طرف موسكو. فصرخات الولايات المتحدة ودول أوروبية بينها فرنسا، المحذِّرة من عدم شرعية هذه الانتخابات لن تبدل شيئاً في المشهد الانتخابي اقتراعا أو إعلاناً للنتائج.
ولا شك أن روسيا هي المقصودة بالدرجة الأولى المباشرة بهذا التحذير. روسيا الوديعة اليوم الداعية إلى الحوار والتي يبرهن أكثر على توجهها الإيجابي توقيعُها يوم الخميس الماضي في بروكسل مع أوكرانيا والإتحاد الأوروبي على اتفاقٍ يضمن تسليم الغاز الروسي لكييف ومنها إلى أوروبا. ما يمكِّنُ موسكو من مواجهة الغرب بالسؤال التهكمي التالي: ماذا تريدون منا أكثر من ذلك؟
الموقف الروسي في انتخابات انفصاليي أوكرانيا يعكس ما كان يوصف في القرن الماضي بعدم الانحياز الإيجابي. جملة من ثلاث كلمات، الأولتان " عدم الانحياز" موجهتان إلى الغرب وكلمة "إيجابي" صفةٌ مقصود بها العلاقة مع انفصاليي أوكرانيا، تكفيهم في هذه الانتخابات التي تغيب عنها المنافسة الحقيقية بين المرشحين، ذلك أن الاقتراع الحقيقي ليس لمصلحة مرشح بقدر ما هو لدعم الاستقلال المُنجَز لدونيتسك وللوغانسك ولملحقاتهما المستقبلية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك