واثق الخطوة يمشي ملكاً، هذا ما بدا عليه مظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو هذا ما حاول بوتين تبيانه لمحادثيه في قمة مجموعة العشرين.
سيلٌ من الانتقادات التي وجهت إليه في القمة بخصوص مواقف روسيا من الأزمة الأوكرانية لم يفاجئه. بوتين يعرف مسبقاً هذه الانتقادات، وقد جاءه قرار كييف اللافت أو حتى المفاجئ بإغلاق مراكز الخدمات العامة في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين في شرق أوكرانيا كالمدارس والمستشفيات وأيضاً سحبُ وثائق رسمية عامة ومغادرةُ موظفين رسميين لمناطق الانفصال، جاء كل هذا ليُقدم لروسيا أفضلَ خدمة.
بوتين وصف قرار كييف هذا الذي جاء على شكل مرسوم رئاسي بأنه حصار انفصالي وبأنه خطأ. خطأ يصب في مصلحة موسكو، إذ كيف لموسكو أن تقبل بحصار مناطق شرق أوكرانيا على هذا النحو؟ خطأ ينتظر إذن أن ينوط بها تصحيحه عبر توفيرٍ محتملٍ لما سينقص هذه المناطق من مستلزمات حياة.
والحال هذه، ستتكرر الاتهامات لروسيا بأنها تقدم المساعدات للانفصاليين في شرق أوكرانيا ويفترض أن يكون الرد الروسي أن هذه المساعدات هي إنسانية حياتية وليست أبداً عسكرية.
إنها ورقة أخرى تمسك بها موسكو داعمة ردها الدبلوماسي على الانتقادات والاتهامات الغربية لها في تدخلها بالأزمة الأوكرانية.
موسكو التي ردت على عقوبات الغرب بعقوبات كان لها أثرها التجاري في البلدان التي طاولتها لم يعلو صوتها بالنسبة إلى صفقة بارجتيْ الميسترال الفرنسيتين، هي تنتظر بهدوء الموعد المحدد في العقد لتسلّم البارجتين وستترك الأمر لمضمون العقد في حال عدم التسليم في الموعد.
لا شك أن المرسوم الرئاسي الأوكراني في كييف سيُعزز مشاعر الانفصاليين بالاستقلال عن كييف وسيكون هدية غير منتظرة لموسكو تقوي من نهجها الحاسم المتستتر خلف الواجهة الدبلوماسية .
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك