في العام 1945 حاول رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل لفت نظر الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين الى خطورة التضييق على حرية الكاثوليك في ممارسة شعائرهم الدينية وحذره من ان هذا الامر سيغضب الفاتيكان، فرد عليه ستالين قائلا بسخرية : ولكن كم عدد الفرق العسكرية التي يملكها البابا؟
إعلان
مشاعر الغطرسة والقوة حجبت حينذاك عن الدكتاتور السوفياتي حركة التاريخ وتطور المجتمعات، فلم تكد تمضي اربعة عقود او اكثر حتى انهار الاتحاد السوفياتي وتفكك، وانتصرت القوة الناعمة التي برع في استخدامها البابا يوحنا بولس الثاني البولوني الاصل.
في عالم اليوم الحافل بالحروب والنزاعات والمظالم والذي يسوده التطرف في كل شيء من الايديولوجيا حتى الدين، حمل البابا فرنسيس عصاه الرعوية وتوجه الى تركيا التي تقع على حافة بركان الحروب المشتعلة في سوريا والعراق. في اسطنبول وانقرة وسائر محطات الزيارة، حرص الحبر الاعظم على التذكير بعدة مبادئ بسيطة الفهم ومعروفة من الجميع ولكن يتم نحرها واغتصابها يوميا خاصة في هذه المنطقة من العالم. من هذه المبادئ :
الحفاظ على التعددية الدينية والثقافية من خلال الاعتراف بالمكوّن المسيحي على اساس انه مكون اصيل وشريك ضروري للمكون المسلم في تشكيل نموذج للتفاعل ولا اقول التعايش بين الثقافات والاديان.
ليس من حرب ظالمة واخرى عادلة. الحروب شر مطلق الا في حالات الدفاع عن النفس.
بما ان النزاعات والحروب تنتهي غالبا بالتفاوض، فلماذا لا تختصر المآسي ويتوقف زهق الارواح ويجلس المتحاربون حول طاولة المفاوضات.
مبادئ بسيطة بالطبع ولكن احس البابا فرنسيس بضرورة تكرارها على مسامع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وهو لاعب اساسي في المنطقة، ووصلت اصداؤها ايضا الى سوريا بنظامها ومعارضتها.
يبقى، وبمعزل عن قدرة الفاتيكان على التأثير ايجابا في أحداث المنطقة، فمن المهم اليوم سماع صوت مختلف يحض على السلام وينادي بالإخوة وبالعيش المشترك في منطقة يسري في شرايينها سم البغضاء والاستئصال وتجتذبها شهوة التطرف والتكفير وقطع الاعناق.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك